[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


أولا نتحدث عن أدب الرحلات

لم تظهر الكتابة عن الرحلة إلا بعد الهجرة النبوية والفتوحات الإسلامية وازدهار الحضارة العربية وثقافتها.

متى ظهرت الرحلة؟




عرف الإنسان الرحلة أو الترحال والتنقل بفطرته التى جبلعليها منذ بدء الخليقة، منذ هبط آدم وحواء إلى الأرض ليعبدوا الله وليعمرابأولادهما الأرض، وينتشروا فيها بسعيهم وراء مصادر الماء، التى بدورها ستوفر لهمإمكانية الزراعة والشرب وتوفر مصادر الرزق لهم ولحيواناتهم.
وكثيراما كانت الطبيعة تؤرقه، وتشغل باله فيقضى ساعات طويلة يتأمل فيها، وكثيرا ما كانتتفاجئه برياح عاتية أو رعد وبرق أو ما هو أفظع، كارثة طبيعية تجعله يفر، يلملمأغراضه ويرحل لمكان آخر يلتمس فيه بعض الأمن وبعض العزاء عما يكون قد فقده بسبب هذهالطبيعة الغامضة التى يبيت يفكر فى أسرارها عله يأمن بعض أشرارها.
ومن هنانأتي إلى تذكر المقولة الشهيرة بأن فى السفر تسع فوائد: منهاالرزق، وتحصيل العلم، واكتساب الخبرات، والترفيه، ورؤية بلاد جديدة، واكتساب مزيد من العزة عند الأهل، والإستشفاء فى حالة المرض، لا قدر الله.
لم تظهرالكتابة عن الرحلة إلا ربما فيما بعد الهجرة النبوية، والفتوحات الإسلامية، وازدهارالحضارة العربية وثقافتها، فظهرت كتابات عن رحلات قام بها رحالة عرب، حيث ظهر أدبالرحلات ليشكل أحد أهم تجليات الثقافة فى ذلك العصر، وليجوب بعض الرحالة العرببلادا عربية تجاور بلادهم بل وصل بعضهم إلى بلاد غير عربية وبعيدة كالصين والهندوبلاد ما وراء النهر وتركيا وغيرها.
وقد أدى الرحالة العرب مهمة ساميةللأجيال القادمة، إذ أسهمت كتاباتهم لأدب الرحلات فى نقل كثير من الصور الجميلةوالمشاهد المميزة لتلك البلاد وطبيعتها الجغرافية، وظروفها المعيشية وألقوا الضوءعلى تاريخ هذه البلاد وأفكار سكانها وعادات وتقاليد قد تختلف وقد تتفق مع عاداتالبلاد التي جاء منها هولاء الرحالة، فأسهموا بذلك في نقل بعض ثقافات الشعوبالأخرى، وإثارة الاهتمام بها وتشجيع المهتمين من العلماء وطلبة العلم على زيارة تلكالبلاد للنهل من معارفها وعلومها.
ظهرت الرحلة في نقوش مصرية قديمة تحكى عن (بلاد بُنت) فيعهد الملكة حتشبسوت، وذكرت الرحلة في القرآن في سورة الفيل مما يدل على معرفةالإنسان لها منذ القدم.






من أشهر الرحالة


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



ابن بطوطة شاهد على عجائب البلدان




ابن بطوطة هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إبراهيم الطنجي، رحالة شهير لف معظم بلاد العالم

وأتى بمغامرة من كل بلد منها، من منا لا يريد أن يكون مثل هذا الإنسان الرائع الذي قام بزيارة العديد

من البلدان حيث تعرف على ثقافات متنوعة وعادات وتقاليد مختلفة منها الطبيعي ومنها الغريب،

والأجمل من كونه قام بزيارة هذه البلدان هو قيامه بتسجيل ما رآه فيها في كتاب شهير قام بكتابته له ابن الجوزي

هو الكتاب الذي يعرف باسم "رحلات ابن بطوطة"، حيث أصبح هذا الكتاب بعد ذلك دليلاً لكثير من المهتمين

بالإطلاع على كل ما يتعلق بثقافات البلاد الأخرى.

قضي ابن بطوطة في رحلاته هذه حوالي ثلاثين عاماً تعرض فيهم للعديد من الأحداث، منها العديد من الأحداث

التي تعرضت فيها حياته للخطر، ومن خلال كتابه قام بإعطاء وصف دقيق لكل ما صادفه في رحلته من أماكن

وشخصيات ومعالم وأحداث وغيرها من الأمور الشيقة التي قام بتناولها.




النشأة




ولد ابن بطوطة في مدينة طنجة بالمغرب في عام 1304م، وقام بدراسة الشريعة

وقرر وهو في الحادية والعشرين من عمره وذلك في عام 1325م أن يخرج لأداء فريضة الحج،

وعزم أنه في أثناء رحلته هذه سوف يعمل على التوسع في دراسة الشريعة في بلاد العرب.

عشق ابن بطوطة السفر منذ الصغر ومما حببه به أكثر الكتب التي تداولها العرب والتي يوجد بها

العديد من أخبار البلدان ومعالمها مثل كتاب "المسالك والممالك" لابن خرداذبة، و"مسالك الممالك "

للأصطخري والتي تتناول البلدان من الناحية التاريخية والجغرافية.

وعرف العرب باهتمامهم بالرحلات ووصف البلاد التي قاموا بزياراتها وذلك من أجل معرفة

المزيد من العلوم والمعارف ونقلها إلى العربية وكانت تفيد هذه الرحلات في نقل الثقافات

والعادات المختلفة بين البلاد المختلفة بالإضافة للتعرف على شعوب جديدة.
إصرار وعزيمة



على الرغم من الأخطار والأهوال التي عرف ابن بطوطة أنه سوف يتعرض لها أثناء رحلته

خاصة أنه سوف يتوجه إلى بلاد غريبة وسوف يدخل إليها لأول مرة إلا أن هذا لم يثني من عزيمته،

فقرر بمنتهى العزم أن يبدأ رحلته ويكملها إلى نهايتها، فبدأ هذه الرحلة وحيداً ثم أنضم بعد ذلك

لقافلة من التجار وواصل الرحلة هكذا، وكلما يمضي قدماً ينضم إليه آخرين.

في بداية رحلته وبالتحديد في مدينة بجاية تعرض ابن بطوطة للمرض وأصابه الضعف الشديد

ولكنه أصر على مواصلة المسير مفضلاً الموت وهو متوجه لمكة للحج عن التخلف عن القافلة.




رحلاته




قام ابن بطوطة بثلاث رحلات خلال حياته بدأت الرحلة الأولى من المغرب وبالتحديد

من طنجة وباتجاه شمال إفريقيا حتى الإسكندرية ومنها إلى دمياط فالقاهرة، ثم تابع سفره

في النيل إلي أسوان فعيذاب على البحر الأحمر ومنها قام بالإبحار حتى وصل إلى جدة ،

ثم عاد إلى القاهرة فدمشق عبر فلسطين، ثم سار إلى اللاذقية فحلب واتجه مع قافلة حجاج

إلي مكة المكرمة، توجه بعد ذلك إلي العراق ثم فارس وحج للمرة الثانية ثم أنطلق من مكة

إلى اليمن فالبحرين ومنها إلى مكة ورجع للقاهرة.




بدأت رحلة ابن بطوطة الثانية باتجاه الشمال فزار الشام ودخل أسيا الصغرى وبلغ سينوب

على البحر الأسود ثم عبرها إلى جزيرة القرم وزار جنوب روسيا قبل أن ينتقل لأرض البلغار

ومنها عاد إلى فارس ودخل أرض الهند، وفي الهند أقام سنوات في خدمة السلطان،

ثم زار كل من سيلان وأندونيسيا وكانتون في الصين، وعاد من سومطرة إلى ظفار بحراً

وانتقل برا إلى فلسطين، ثم رحل باتجاه بلاده عبر مصر فتونس وفي طريقه زار سردينا بحراً،

وخلال زياراته لفاس عبر مضيق جبل طارق وزار الأندلس، وكانت الرحلة الثالثة إلى

أعماق إفريقيا وحتى مالي ثم عاد إلى فارس بعد أن خاض الكثير من المشاق.

قام ابن بطوطة بوصف مفصل لكل ما صادفه في طريقه، وذكر جميع الأحداث التي مرت به

فذكر الطريق والبلاد والقصور وأبواب المدن ومعالمها والأشخاص الذين مروا عليه والأحداث


التي حدثت بينهم سواء تشاجر مع أحد أو تقابل مع أخر فأكرمه، حتى فترات مرضه ذكرها أيضاً

ولم يغفل نقطة مهما كانت بساطتها، فلم يترك ابن بطوطة بلداً مر فيه إلا وصفه
وذكر أهله وحكامه وعلمائه وقضاته.




مما قاله في وصف البلاد




يقول في وصفه لمدينة الإسكندرية "ثم وصلنا في أول جمادى الأولى إلى مدينة الإسكندرية حرسها الله،




وهي الثغر المحروس والقطر المأنوس، العجيبة الشأن الأصيلة البنيان، بها ما شئت من تحسين وتحصين،




ومآثر دنيا ودين، كرمت مغانيها ولطفت معانيها وجمعت بين الضخامة والإحكام مبانيها"

ولقد بهرته أيضاً مدينة القاهرة ووصفها قائلاً " أم المدن, سيدة الأرياف العريضة والأراضي المثمرة,

لا حدود لمبانيها الكثيرة, لا نظير لجمالها وبهائها, ملتقى الرائح والغادي, سوق الضعيف والقوي...

تمتد كموج البحر بما فيها من خلق بالكاد تسعهم..."

كما سحرته دمشق وقال عنها "تنوع ونفقات الأوقاف الدينية في دمشق تتجاوز كل حساب،

هناك أوقاف للعاجزين عن الحج إلى مكة, ومنها تدفع نفقات من يخرجون للحج نيابة عنهم،

وهناك أوقاف أخرى توفر أثواب الزفاف للعرائس اللائي تعجز عوائلهن عن شرائها,

وأوقاف أخرى لعتق رقاب السجناء، وهناك أوقاف لعابري السبيل تدفع من ريعها أثمان

طعامهم وكسائهم ونفقات سفرهم لبلدانهم، كما أن هناك أوقافاً لتحسين ورصف الدروب,

لأن كل الدروب في دمشق لها أرصفة على جانبيها يمشي عليها الراجلون,

أما الراكبون فيمضون في وسط الدرب."

ومما قاله فيما رأه في وصف الهند "ولما انصرفت عن هذا الشيخ رأيت الناس يهرعون من عسكرنا،

ومعهم بعض أصحابنا فسألتهم ما الخبر فأخبروني أن كافراً من الهنود مات أججت النار لإحراقه ،

وامرأته تحرق نفسها معه، ولما احترقا، جاء أصحابي واخبروا أنها عانقت الميت حتى احترقت معه"

وفي جزر المليبار قال "ومن عجائبها أن سلطانتها امرأة وهي خديجة بنت السلطان جلال الدين،

وهم يكتبون الأوامر في سعف النخيل بحديدة معوجة تشبه السكين ولا يكتبون في الكاغد إلا المصاحف




وكتب العلم ولما وصلت إليها نزلت بجزيرة كنلوس وكان غرضي أن أسافر منها إلى المعبر

وسرنديب وبنجالة ثم إلى الصين "




وفاة إبن بطوطة

توفى ابن بطوطة في مراكش، طبعت رحلته مراراً وهي باسم

" تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"




كريستوف كولومبوس


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


كريستوف كولومبوس (1451 - 1506م) رحالة إيطالي مشهور، ينسب إليه اكتشاف
العالم
الجديد (أمريكا). ولد في مدينة جنوة في إيطاليا ودرس في جامعة بافيا

الرياضيات والعلوم الطبيعية وربما الفلك أيضاً. عبر المحيط الأطلسي ووصل
الجزر الكاريبية في 12 أكتوبر 1492م لكن اكتشافه لأرض القارة الأمريكية
الشمالية كان في رحلته الثانية عام 1498 م. بعض الآثار تدل على وجود اتصال
بين القارة الأوروبية والأمريكية حتى قبل اكتشاف كولومبوس لتلك الأرض بوقت
طويل . من شخصيته وحي اسم بلد : كولومبيا




فكرة الرحلة


في


16 ديسمبر 1492 عادت



السفينتان بينتا ونينا إلى إسبانيا في رحلة عودة


استغرقت ما يُقارب 3 أشهر حيث


وصلتا الميناء الإسباني في 15 مارس 1493. وهي

أول الرحلات البحريه التي استغرقت هذه المدة من الابحار المستمر في ذالك
العصر.
إعتقاد خاطئ
كان باعتقاد كولومبس أنه وصل إلى ما يُسمى بالهند
الغربية وقد كانت رحلاته موفقة حيث استطاع إحضار الذهب الكثير٬ و امتلاك
العديد من الجزر التي سُميت بالهنديه. ملك وملكة إسبانيا كانا في غاية
الفرح لما توصل إليه البحار المكتشف كولومبس.
استمر في رحلة استكشافه
وفاته
في
20 مايو 1506 م في اسبانيا تدهورت صحته وبدأ يصارع



الموت بعد أن تعارك

طوال حياته مع أمواج البحر والمحيط. و قد تم دفنه دون القيام بمراسم
الجنائزية التي عهدها علماء ومكتشفي ذلك الزمان.
توفى كريستوفر كولومبس
في فايادوليذ في 1506 في البيت الذي هو الان متحف مكرس له.اعلن في 2006

عن

نتائج بحث قام به فريق من جامعة غرناطة حول عظام الشخص المدفون في
كاتدرائية سيفييا، أثبت فيه انها تعود إلى كريستوفر كولومبوس (1451ـ 1506 )
لكن رغم أن كريستوفر كولومبوس هو أول من اكتشف أمريكا العالم



الجديد

إلا أنها سميت على شخص آخر هو أمريجو فيسبوتشي الذي أكد أن كريستوفر
كولومبوس لم يصل إلى الهند لكنه وصل إلى العالم الجديد


في عام 1507 قام

الجغرافى الألمانى مارتن فالد سميلر برسم خريطة العالم الجديد كما رآه
ووصفه أميريجو واقترح أن يطلق على هذا العالم اسم مكتشفه ووجد هذا الاقتراح
قبولاً ، وسمى هذا العالم الجديد أمـريكـا نسبة إلى أميريجو .


ابن فضلان




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



ابن فضلان.. أول رحالة عربي في بلاد الروس(1-3


لا ينكر إلا جاحد الدور التنويري الذي ساهم به الرحالة والأدباء


العرب في تجسيد الانفتاح الثقافي والمعرفي على العالم


الخارجي خاصة في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)،


وعلى رأسهم الرحالة العربي أحمد بن فضلان أشهر من طاف


ببلاد «الروس» وكتب عنها في وقت كانت الحضارة الغربية


تفتقر إلى من يعرِّف بها.. وعلى مدى ثلاث سنوات نقل الرحالة


العربي البارز كثيرًا من ثقافات وعادات وطباع بلاد العجم


والترك والصقالبة والروس وإسكندنافيا والخزر، وسجلها بدقة


في كتاب اشتهر باسم «رسالة ابن فضلان»..



كما ترجمت فصول منها لعدد من اللغات الأجنبية.
هو أحمد بن العباس بن راشد بن حماد، عالم إسلامي من القرن


العاشر الميلادي، كتب وصف رحلته كعضو في سفارة الخليفة
العباسي إلى ملك الصقالبة «بلغار الفولجا» سنة 921م..


الذي كتب أقدم وصف أجنبي لروسيا عام 922م، ففي عام 921


م (309هـ) خرجت من بغداد بعثة دينية سياسية بتكليف من


الخليفة العباسي المقتدر بالله إلى قلب القارة الآسيوية في مكان


عُرف وقتها باسم «أرض الصقالبة» تلبية لطلب ملكهم في


التعريف بالدين الإسلامي، لعله يجد إجابة للسؤال المثار وقتها


«كيف استطاع ذلك الدين الآتي من قلب الصحراء أن يكوِّن تلك


الإمبراطورية الضخمة التي لم تضاهها حتى إمبراطورية


الإسكندر المقدوني؟»


وفي بغداد كان أعضاء البعثة يرتبون


أوراقهم بين فقيه ورجل دولة ومؤرخ، وفي مقدمتهم كان الرجل


الموسوعي أحمد بن فضلان.. الذي لم يكن رجلًا موهوبًا أو


صاحب رؤية سياسية فحسب؛ بل كان قد درب عينيه الثاقبتين


على رؤية ما وراء المشاهد المفردة، وشاغل عقله بالتحليل دون


الرصد، وحينما عمل لعقد من الزمان الساعد الأيمن للقائد


العسكري محمد بن سليمان الذي قاد في نهاية القرن التاسع


وبداية القرن العاشر الميلاديين حملات عسكرية امتدت إلى


حدود الصين في الشرق- تعلم ابن فضلان الكثير، وأهلته


معارفه المتراكمة وثقافته بالشعوب التي خالطها إلى الوصول


إلى بلاط السلطان «المقتدر بالله» كرجل دولة وفقيه عالم..


استمر في الترقي في بلاط السلطان حتى عام 921م، حينما


وصلت رسالة قيصر البلغار «ألموش بن يلطوار» طلبا لإرسال


سفارة إلى القيصرية البلغارية لشرح مبادئ الإسلام، على أن


يرسل الخليفة من يبني للقيصر مسجدًا يطل من محرابه على


شعبه، وقلعة حصينة لمجابهة الأعداء، فاختار الخليفة «ابن فضلان» على رأس الرحلة تقديرًا لمكانته وقدرته على الحوار.


البعثة
ويبقى أحمد بن فضلان أشهر الرحالة الذين كان لهم السبق في الكتابة عن «الروس» وفي التعريف بهم لدى العرب، فقد ضمت البعثة إلى جانب ابن فضلان كلا من: سوسن الرسي مولى نذير الحرمي، وتكين التركي، وبارس الصقلبي، أما دليلهم فهو عبدالله بن باشتور الخزري رسول ملك الصقالبة إلى المقتدر، وانضم إلى البعثة فقيه ومعلم وغلمان.. وغادرت هذه البعثة بغدادَ في صفر عام 309هـ- 921م، ووصلت إلى بلاد البلغار في محرم 310هـ- مايو (أيار) 922م؛ حيث زار الوفد بلاد العجم والترك والصقالبة والروس وإسكندنافيا والخزر، ومن ثم عاد الوفد إلى بغداد، وقام ابن فضلان بتسجيل وقائع رحلة السنوات الثلاث في تقرير أو كتاب رسمي اشتهر باسم «رسالة ابن فضلان»، موثقا الرحلة التي تعد أهم مصدر لتاريخ الروس والبلاد التي زارها في بداية القرن العاشر الميلادي؛ أي في فترة يفتقر فيها العالم الغربي اليوم إلى مصادر تخصها؛ لذلك استحقت عناية استثنائية من الباحثين والمحققين؛ لأنها دونت حقائق تاريخية نادرة، وشكلت نقلة نوعية في فن كتابة الرحلة العربية التي كانت غارقة في مفاهيم السرد، فنقلتها إلى مستوى التحليل الإثنوغرافي لشعوب وقبائل لم يكن العالم يعرف عنها شيئًا، كما تضمنت معطيات ثمينة للغاية؛ لأنها استندت إلى المعاينة والملاحظة الدقيقة، وإلى شدة حب الاطلاع الذي ميز الرجل، وشملت هذه المعطيات بهرج السلطان ومراسمه في بلاط ملك البلغار وملك الروس، كما شملت نمط عيش السكان وظروفهم وعاداتهم الاجتماعية ومعتقداتهم الدينية.
ووصف ابن فضلان لباس الروس وزينة نسائهم وصفًا واضحًا ودقيقًا، واسترعت انتباهه هيئة الروس وتركيبتهم الجسدية، فكتب يقول: «لم أرَ أتمَّ أبدانًا منهم كأنهم النخل، شقر حمر لا يلبسون القراطق (قميص يصل إلى منتصف الجسم) ولا الخفاتين (الصدريات)، ولكن يلبس الرجل منهم كساء يشتمل به على أحد شقيه ويخرج إحدى يديه منه ومع كل واحد منهم فأس وسيف وسكين لا يفارقه وسيوفهم صفائح مشطبة أفرنجية».
وأشار إلى تقليد عندهم كان منتشرًا عند الذكور منهم يتمثل في توشيح كامل الجسد بصور أشجار وأشكال شتى «ومن ظفر الواحد منهم إلى عنقه مخضر شجر وصور وغير ذلك».
أما فيما يتعلق بالحياة الاقتصادية للروس فقد أشار ابن فضلان إلى أن مورد رزقهم الرئيسي هو التجارة، ويرى أن تجارتهم كانت مربحة وموفقة، وكانت تقوم على بيع الرقيق الأبيض، خاصة النساء، وعلى الفراء الجيد الذي تعرف به حيوانات المناطق الباردة.
وذكر ابن فضلان بعض معاملاتهم الاجتماعية التي تتعلق بالمريض والسارق «وإذا مرض منهم الواحد ضربوا له خيمة ناحية عنهم وطرحوه فيها وجعلوا معه شيئًا من الخبز والماء ولا يقربونه ولا يكلمونه، بل لا يتعاهدونه في كل أيام مرضه لاسيما إن كان ضعيفًا أو مملوكًا، فإن برئ وقام رجع إليهم وإن مات أحرقوه».
أما عن معتقداتهم الدينية فما يستنتج من رسالة ابن فضلان هو أن الروس كانوا عبدة أوثان إذ يقول «وساعة توافي سفنهم إلى هذا المرسى يخرج كل واحد منهم ومعه خبز ولحم وبصل ولبن ونبيذ حتى يوافي خشبة طويلة منصوبة لها وجه يشبه وجه الإنسان وحولها صور صغار، وخلف تلك الصور خشب طوال قد نصبت في الأرض فيوافي إلى الصورة الكبيرة ويسجد لها».
قيمة علمية
ورغم مرور ما يزيد على ألف سنة على الرحلة، مازال صاحبها محط إعجاب الباحثين والمهتمين على مر العصور، وذلك بعد أن تخطى حدود القومية إلى أفق الإنسانية الرحب، فحفظ لشعوب عدة ذخيرة فريدة من ماض ما كان له حضور بينهم لولا تلك السطور الخالدة التي دونها في بغداد بعد عودته من رحلته تلك، محملا بكنز من حقائق عاشها فخلدته على امتداد الزمان، فقد ثمن الباحثون القيمة الأدبية والعلمية لرحلة ابن فضلان لما تضمنته من أسلوب قصصي ولغة ثرية، علاوة على دقة وصف مؤلفها وتسجيله الجوانب المؤثرة فيما يشاهده من مخلوقات وأشياء بأسلوب سلس دقيق الألفاظ، يتجنب القوالب ويسرد الحوار، وتعجبوا من توافر تلك الصفة في فقيه مبشر اعتاد الأسلوب القضائي الجاف.. ولفتوا كذلك إلى مصداقيته العالية وحرصه باستمرار على ما كان ينقل إليه من طباع الروس، فكل ما ورد في كتابه بشأنهم، وصف لمشاهدة مباشرة، حيث اختلط بالعامة، وعاين التجار، ودقق النظر في الألبسة والزينة، وتمعن في العادات والطقوس، علاوة على خلو رسالته من التناقضات، وذلك خلافا لما تضمنته مصنفات كثير من الرحالة من أخبار متعارضة تعبر إما عن عدم التمحيص في المعلومة، أو عن عدم استنادها إلى المعاينة الذاتية.
وإلى جانب أهمية الرحلة التاريخية والاجتماعية والحضارية، تبقى رحلته شاهدًا على أن الحضارة الإسلامية وصلت إلى بلاد الصقالبة الروس منذ القرن التاسع الميلادي، ومثلت بُعدًا من الأبعاد التاريخية لشخصيتهم وثقافتهم في حوض الفولغا (تتارستان الحالية) وجنوب جبال الأورال (في بشكيريا) وفي سيبيريا في قلب الأراضي الصقلبية قبل القوقاز، وبلدان آسيا الوسطى، وقبل دخول وانتشار المسيحية الأرثوذكسية بثلاثة قرون على الأقل في روسيا وتأثيرها في تقاليدهم وعاداتهم.
احتفاء عالمي
واعترافًا من الغرب بفضل رحلة ابن فضلان في تدوين اكتشافات حضارية نادرة، سطّروا اسمه بحروف بارزة في تاريخ التواصل الحضاري بين الإسلام و الآخر»، وأكدوا أنه أحدث نقلة نوعية في فن كتابة الرحلة العربية.. كما كانت رحلته أساسًا لرواية مايكل كريتشتون «أكلة الموتى».. كما صدر كتاب «مغامرات سفير عربي» لأحمد عبدالسلام البقالي، من مطبوعات تهامة للنشر، وهي عبارة عن جمع لروايتين للرحلة إحداهما غربية والأخرى عربية، وقد نقل ياقوت الحموي في «معجم البلدان» أجزاء ومقاطع من رحلة ابن فضلان، وكان قد اكتشف جزء من المخطوط في روسيا عام 1817م، ونشر باللغة الألمانية من قبل أكاديمية سانت بطرسبورج في عام 1923م، وظهرت باللغة العربية واللاتينية والألمانية والفرنسية والدانماركية والسويدية والإنكليزية فيما بعد، ومن جميع هذه النسخ قام النرويجي بير فراوس دولوس بجمع ما تناثر من الرسالة بلغات مختلفة ونقلها إلى اللغة النرويجية قبل أن يرجمها إلى الإنجليزية العالم الأمريكي ميخائيل كريكتون، ومنها ترجمت مرة ثانية إلى اللغة العربية.


ماجلان




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



صاحب أول رحلة بحرية حول العالم




قبطان بحرى برتغالى شهير ، كانأبوه من أِشراف البلاد ، فنشأ فى حاشية الملك " يوحنا الثانى " ثم من بعده الملك " مانويل " . أحب البحر والمغامرات البحرية وقام بالعديد من الرحلات التى نال عليهالقب " ربان " جزاء له على شجاعته ومهارته . فى عام 1513 شارك فى حملة برتغالية إلىشمال أفريقيا لافتتاح مدينة فى المغرب الأقصى ، والتى افتتحوها عنوة .. وعلى الرغممما أبداه ماجلان من شجاعة فى ذلك ، الا أن البعض أوغر صدر الملك نحوه فغضب عليهوطرده من خاصته .. فغادر البرتغال عام 1517 قاصداً اسبانيا .. وهناك تزوج وحصل علىالجنسية الاسبانية ، وكان قد أعد مشروعاً للطواف حول الأرض والوصول الى جزر التوابل ( اندونسيا حالياً ) بالابحار غرباً .. وكان يأمل أن يصل إلى أقصى جنوب قارة أمريكاالجنوبية




أعد ماجلان خطته وساعده فيها فلكى برتغالى نُفى من بلاده يدعى "فاليرو "
فى 22 مارس 1518 وقَّع ماجلان وفاليرو وثيقة رُفعت للملك واقترحافيها أن يكون لهمها 5% مما يصيبانه من غنائم ويعود الباقى للحكومة الاسبانية على أنتتولى الحكومة مساعدتما ماليا وأدبياً وفى العاشر من أغسطس عام 1519 أقلع الأسطولالذى أعدته الحكومة الأسبانية وكان مؤلفاً من خمس سفن وعدد بحارة نحو 280 رجلاً منجنسيات أوربية مختلفة وغلبيتهم من الأسبان والغريب أن الفلكى " فاليرو" رفض السفرلأنه أدرك أن مصير البحارة سيكون حتماً الهلاك !!




ابحرت الرحلة باتجاهالجنوب الغربى وفى 29 أغسطس وصل ماجلان الى ساحل امريكا الجنوبية وصار بمحاذاته حتىوصل الى مصب نهر " لابلانا " حاول ان يجد منفذاً الى الجانب الآخر من أمريكا فلميتمكن




فى آخر مارس من عام 1520 وصل الى ميناء " سانت جوليان " فقضى هناكالشتاء ووطد علاقته بأهلها وأطلق عليهم " الببتاجونيين " أى أصحاب الأقدام الكبيرة




وفى 24 أغسطس من نفس العام غادر الميناء متجهاً نحو الجنوب وبعد شهرين وصلالى مايعرف ب " رأس الاحدى عشر عذراء " عند مدخل المضيق المعروف الآن باسم مضيق " ماجلان " فى أقصى جنوب أمريكا الجنوبية فعبر خلالها المضيق فى 38 يوماً شاهد خلالهاالعديد من المناظر والأهوال بعدما انفصلت عنه أكبر سفنه ووصل الى الجانب الاخر منأمريكا الجنوبية وأطل على " البحر الجنوبى العظيم " ووجد رياحه هادئة لطيفة ، ساقتسفنه بهدوء فأطلق عليه اسم " الباسيفيك " أى الهادىء




طالت الرحلة بماجلانوبحارته ونفذ زادهم ، واصابهم مرض الاسقربوط ولم ينقذهم من الموت الا وصولهم الىجزيرة " جوام " حيث تزودوا بالطعام والشراب ثم اتجهوا غرباً حيث وصلوا الى جزرالفلبين بعد سبعة أيام.




وهناك فى جزيرة ط سيبو " الفلبينية نزل " ماجلان " ورجاله وتصادق مع اميرها واتفق معه على غزو بعض الجزر المجاورة لضمها الى جزيرةالأمير ونشر المسيحية بها .. وخلال ذلك الغزو قُتل ماجلان (




وهناك مقولة أنالأمير كان مسلم ورفض حملات ماجلان التنصيرية لذلك وقعت بينهم المعارك وقُتل ماجلان)




وكان ذلك فى 27 ابريل عام 1521 وغدر الامير برجال ماجلان وذبحهم .. وفرتالبقية المتبقية على متن السفينة الوحيدة المتبقية " فتوريا " باتجاه ملقا وبورنيو



وفى 21 ديسمبر من عام 1521 اتجهوا الى أوربا عن طريق رأس الرجاء الصالحوعند جزر الرأس الاخضر أغار عليهم البرتغاليون وأسروا منهم ثلاثين رجلاً ولم يصل منرجال ماجلان الى اشبيلية سوى 31 رجلاً على متن السفينة " فيتوريا "




التىأصبحت أول سفينة تبحر حول العالم !!!!!!



بن جبير



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


أبو الحسن محمد بن أحمد بن جبير الكناني المعروف باسم ابن جبير الأندلسي ولد في فالنسيا سنة 540 هـ،
1145م، هو جغرافي، رحالة، كاتب وشاعر أندلسي عربي.


اسمه ونسبه



  • هو: محمد بن أحمد بن جبير بن سعيد بن جبير بن محمد بن سعيد بن جبير بن محمد بن مروان بن عبد السلام بن مروان بن عبد السلام بن جبير من بني ضمرة من قبيلة كنانة المضرية العدنانية.[1]



وكان من أسرة عريقة سكنت الأندلس عام 123 هـ, أتم حفظ القران الكريم, ودرس علوم الدين وشغف بها وبرزت ميوله أيضا في علم الحساب والعلوم اللغوية والادبية واظهر مواهب شعرية ونثرية رشحته للعمل كاتبا. تعلم على يد ابيه وغيره من العلماء في عصره ثم استخدمه أمير غرناطة أبو سعيد بن عبد المؤمن ملك الموحدين في وظيفة كاتم السر فاستوطن غرناطة.

وكان الأمير أبا سعيد استدعاه يوما ليكتب عنه كتابا وهو يشرب الخمر، فأرغم ابن جبير على شرب سبعة كئوس من الخمر وأعطاه سبيعة اقداح دنانير، لذلك صمم ابن جبير على القيام برحلة الحج بتلك الدنانير تكفيرا عن خطيئته واقامن في سفره سنتين ودون مشاهداته وملاحظاته في يوميات عرفت برحلة ابن جبير، وسميت باسم "تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار" والذي كتبه حوالي سنة 582 هـ/ 1186 م وتداوله الشرق والغرب حتى قام المؤرخ والمترجم الانجليزى ويليام رايت بنشره وطبعه في كتاب جمع عدد كبير من الرحلات لرحالة وحجاج عرب وأجانب مسلمين ومسيحيين ويهود عرف ياسم " Early travelers in Palestine




الرحلة







خط رحلة ابن جبير




ترك ابن جبير غرناطة مع صديقه أحمد بن حسان يوم الخميس 8 من شوال سنة 578 هـ/ 1183 م إلى جزيرة الطريف (الطرف الأغر) وعبر البحر من هناك إلى سبته فركب سفينة جنوية ذاهبة إلى الإسكندرية فركبها يوم الخميس 29 شوال، 24 فيراير، وسارت السفينة في البحر تتقاذفها الأمواج ومرت بمساحة شاطئ الاندلس حتى ثغر دانية ثم جزر ميورقة ومنورقة وسردانية ثم جزيرة صقلية ثم إلى جزيرة اقريطش (كريت) ثم وصلت الإسكندرية في يوم 29 ذى القعدة / 26 مارس أي انها اسغرقت في سفرها من جزية الطريف إلى الإسكندرية ثلاثين يوما.




مشاهدات ابن جبير




كان أول ما شاهده ابن جبير هو عملية التفتيش في الميناء حيث طلع موظفون على مركب صغيرة في عرض البحر وفتشوا السفينة الجنوية قبل دخولها الميناء وسجلوا أسماء الركاب وهدف الرحلة والسلع والبضائع وقد آلمه سوء معاملة الموظفين للحجاج المسلمين. ثم طاف بالمدينة وزار آثارها الرومانية والبطلمية وشاهد مساجدها العريقة، وعرض وصفا جميلا للخطيب في صلاة الجمعة كما شاهد دخول أسرى من الفرنج من أسرى الحملة الصليبيية التي قام بها إرناط صاحب الكرك لغزو البحر الأحمر وقد فشلت وتصدى له صلاح الدين الايوبى ثم رحل إلى القاهرة في يوم 8 ذو الحجة / 3 أبريل وزار مسجد الحسين ومسجد الشافعى والقرافة والمدرسة الناصرية والتقى بشيوخ وعلماء وتحدث عن صلاح الدين وعن بعض الرجال الذين اسسوا الدولة الايوبية، وشاهد قلعة الجبل ولم يكن اكتمل بنائها بعد، كما عاين سور القاهرة والخندف والقناطر التي بناها صلاح الدين، وزار أيضا اهرام الجيزة الثلاثة ووصفها، كما وصف مارستان أحمد بن طولون (مستشفى)بيت القاهرة ومصر (مصر القديمة) وكان جامع بن طولون قد تحول إلى مأوى للغرباء من اهل المغرب حيث يعقدون فيه الدرس ويسكنون به ثم أكمل سفره إلى الصعيد وشاهد المدن الواقعة على النيل وخاصة مدينة قوص التي كانت مقصد التجار والمسافرين والحجاج من مصر والمغرب واليمن والهند والحبشة، ثم اتجه إلى عيذاب على البحر الأحمر عبر الصحراء وهو طريق التجارة الدولية في الفلفل والبهار، ثم اتجه إلى جدة ووصف السفن المخصصة لنقل الحجاج ثم تركها في يوم 11 ربيع الآخر 579 هـ/ 2 أغسطس 1183 م قاصدا مكة فوصلها بعد ثلاثة ايام وأدى مناسك العمرة، ويتخلل وصفه للمدينة عن أهل الحجاز انهم يهتمون بشدة بموسم الحجاج، ثم رحل إلى المدينة واكمل حجته بزيارة المسجد النبوى ثم اتجه في طريق إلى العراق وخراسان وكردستان والشام ووصف عادات وتقاليد الممالك الصليبية في عكا وصور وغيرها ورأى بنفسه التعاون والتبادل اتجارى المشترك بين المسلمين والفرنج ويقال أنه سافر ثلاث مرات في حياته إلى الشرق ثم استقر بمصر وتوفى بالإسكندرية في شهر شعبان 614 هـ/ 1217 م. وهكذا جاءة رحلته بمثابة مدونة وافية لجميع ما شاهده وصفحة واضحة لبعض تاريخ البلاد الإسلامية والمسيحية التي مربها وقاموسا لمصطلح عصره في بناء السفن والملاحة البحرية وثبتا بأسماء البارزين من علماء المسلمين وملوكهم في اواخر القرن السادس الهجرى /القرن الحادى عشر الميلادى.




ولنا لقاء أخر بأذن الله لأستكمال هذه السلسلة القيمة