تزويد 17 مدينة بالغاز الطبيعي في 2012 وحظّ ولايات الشمال الغربي انطلاقا من 2013


في الوقت الذي تمر فيه البلاد بوضع صعب نسبي على مستوى توفير المحروقات والمواد البترولية الضرورية للتدفئة خلال موجة البرد القارس وتهاطل كميات هامة من الثلوج على العديد من الجهات ولا سيما الجهات الغربية والمرتفعات وفي الوقت الذي تعرف فيه الجهات المعنية نقصا واضحا في التزود بقوارير الغاز التي أصبحت غير متوفرة بالشكل الكافي خاصة في مثل هذه الظروف، اتضح بالكاشف أهمية تعميم برنامج التزويد بالغاز الطبيعي على أغلب المناطق.

فالغاز الطبيعي مادة متوفرة بكميات هامة في الأراضي التونسية وخاصة حقول مسكار وصدر بعل وعشترت علاوة على الأتاوة التي تحصل عليها تونس من مرور أنبوب الغاز الطبيعي الجزائري إلى إيطاليا بما يعني أن هذه المادة متوفرة وبالإمكان توظيفها بالشكل الأمثل وبالتالي تعميمها على عموم المواطنين والانتفاع منها عوض توريد غاز النفط المسال بالعملة الصعبة والذي تتولى الدولة دعمه على مستوى قارورة الغاز التي يقع بيعها للعموم بسعر 7.5 دينار والحال أن دعم من الدولة في حدود 8 دنانير بما يعني أن سعر القارورة من دون دعم في حدود 15 دينارا.

وعلى امتداد العشرية الفارطة قامت الدولة بجهود كبيرة لإنجاز العديد من مشاريع الغاز الطبيعي في العديد من الجهات والمناطق لكي يصل عدد الحرفاء الذين تم تزويدهم بالغاز الطبيعي خلال الفترة 2002/2011 أكثر من 515 ألف حريف منزلي.

17 مدينة سيقع تزويدها بالغاز الطبيعي

ولمزيد الإطّلاع على برنامج الشركة التونسية للكهرباء والغاز (الستاغ) خلال هذا العام في تزويد المناطق الجديدة بالغاز الطبيعي، أوضح السيد كمال أولاد العيد رئيس دائرة تقنيات الغاز بالستاغ للمصدر أنه تمت برمجة خلال سنة 2012 تزويد أكثر من 17 معتمدية في 9 ولايات وهي ولاية مدنين (مدينة مدنين والمنطقة السياحية بجربة ومدينة جربة وجربة ميدون وحومة السوق) ولاية قفصة (منطقة الحوض المنجمي ومدينة قفصة) ولاية نابل(مدينة قليبية ومنزل تميم ومنزل حرّ وحمّام الغزاز ودار علوش وتاكلسه) وولاية منوبة (مدينة برج العامري) وولاية صفاقس (مدينة قرقنة) وولاية المنستير (مدينتي الوردانين وطوزه).

الحركات الاحتجاجية عطلت إنجاز العديد من المشاريع

أما بالنسبة إلى المدن التي تم تزويدها خلال سنة 2011 لاحظ محدثنا أنه تم تزويد 7 مدن فقط وهي سيدي ثابت ومرناق والمصدور ومنزل النور والقيروان وغنّوش، مشيرا إلى أن هذا العدد كان بالإمكان أن يكون أرفع لولا تواتر الحركات الاحتجاجية التي عطّلت سير تقدم العديد من المشاريع إذ أن المطلبية المجحفة للعديد من المواطنين الذين تُقام على أراضيهم الأشغال طالبوا بمراجعة العقود التي تم إبرامها مع الستاغ باتجاه الترفيع في القيمة المالية لأماكن الاستغلال علاوة على مطالبتهم بالقوة من المقاولين الساهرين على تنفيذ المشاريع بتشغيل أبنائهم في الحضائر.

وأضاف أنه بالرغم من تجاوب المقاولين مع هذه المطالب تواصلت الحركات الاحتجاجية إلى حدّ توقف مشروع الحوض المنجمي بقفصة تماما كما تعطّلت أشغال المشاريع بكل من منزل تميم وجربة وجرجيس وقابس ومدنين لنفس الأسباب.

وبالرغم من الظروف التي عرفتها البلاد خلال سنة 2011 فإنّ الستاغ وفقت في ربط 52552 حريفا منزليا جديدا بشبكة الغاز الطبيعي وإيصال الغاز إلى 63 صناعيا وتم أيضا مد قنوات الغاز بطول 854 كلم.

ماذا عن مناطق الشمال الغربي؟

بالنسبة إلى ولايات الشمال الغربي التي تشهد خلال هذه الفترة ظروف مناخية صعبة زادتها نقص واضح في التزود بالمواد البترولية وقوارير الغاز لغرض التدفئة، بيّن السيد كمال أولاد العيد أن المخطط المديري الذي ضبطته الستاغ برمج بدء أشغال مشاريع مد القنوات الغاز وبالتالي إيصال هذه الثروة المتوفرة في ولايات سليانة وباجة وجندوبة والكاف انطلاقا من سنة 2013 وإلى حدود سنة 2016 موضحا أن مدّ القنوات سيتم انطلاقا من القصرين التي تتواجد بها إحدى القنوات الرئيسية للغاز الطبيعي والتي يتفرع عنها لاحقا تفرعات أخرى متعددة الأحجام إلى حين إيصالها إلى الحريف أو المؤسسة الصناعية.