الأثنين 20 فيفري 2012 16.45

الكاف -وات-

قرّرت المحكمة الابتدائية العسكرية الدائمة بالكاف في جلستها المنعقدة اليوم الاثنين برئاسة القاضي شكري الماجرى تأجيل النظر فيما يُعرف بقضية شهداء تالة والقصرين وتاجروين والقيروان إلى 12 مارس القادم للمرافعة وسط جدل كبير بين لسان الدفاع والقائمين بالحق الشخصي حول حضور عائلات الشهداء بقاعة الجلسة.

وشهدت المحاكمة انسحاب لسان الدفاع من القاعة احتجاجا على وجود عائلات الشهداء بالقاعة في حين تمسّك القائمون بالحقّ الشخصي بحضور هذه الأسر للجلسة.

وقد اعتبر محامو الدفاع هذا الحضور مخالفا للقرار الذي اتّخذته المحكمة في الجلسة الفارطة والذي ينصّ على عدم حضور عائلات الشهداء بقاعة الجلسة "بعد تعرّض لسان الدفاع إلى مضايقات وشتم من هذه العائلات شكّلت مسّا من كرامتهم" حسب العديد من المحامين.

وطالب القائمون بالحقّ الشخصي باستكمال التحقيقات المنقوصة والتي جعلت القضية غير جاهزة وذلك اضافة إلى التحرير على وزير العدل السابق بوصفه رئيسا للنيابة العمومية في عدم فتح الأبحاث القانونية في القضية في ابّانها.

كما طلبوا سماع شهادة وزيري الداخلية السابقين فرحات الراجحي والحبيب الصيد حول عدم فتح تحقيقات ادارية في أحداث القتل وعن سبب عزل 42 من القيادات الأمنية في فترة ما بعد الثورة وترقية بعض القيادات الأمنية ممّن طالها البحث.

وقال شرف الدين القليل عضو مجموعة الـ 25 محاميا وأحد محامي عائلات الشهداء والجرحى في تصريح عبر الهاتف لوكالة تونس افريقيا للأنباء إنّ المحكمة العسكرية الدائمة بالكاف أصدرت قرارا مفاجئا برفع الجلسة وصرف القضية إلى المرافعة وذلك بصفة "مخالفة لمقتضيات الاجراءات الجزائية" ودون التشاور أو احترام موقف المحامين ولا عائلات الشهداء".

وأضاف أنّه على اثر موقف المحكمة "السلبي والغريب" الرافض لجميع طلبات عائلات الشهداء لسماع شهودهم ورجوع هذه المحكمة "غير المبرّر" في أحكامها التحضيرية انتابت عائلات الشهداء "حالة من خيبة الأمل واليأس" معبّرين عن تأكدهم من "عدم رغبة السلطات في محاسبة قتلة أبنائهم".