الكشف عن عصابة تخطط لأعمال إرهابية كبرى ببلادنا


مجهزة ب 100 صاروخ روسي و70 قذيفة "آر بي جي" ومتفجرات



نشر في الصباح يوم 18 - 01 - 2013



العثور على
مستودع "ملغّم" بالعبوات الناسفة والقنابل اليدوية ◄ - حجز ألغام قادرة على
تفجير الدبابات والبنايات◄ - إيقاف 3 متهمين وضبط صواعق كهربائية وبدلات
عسكرية - كشفت يوم أمس قوات الأمن الداخلي بمدنين
النقاب عمّا يعتقد أنه مخطط إرهابي لضرب استقرار البلاد وارتكاب أعمال
إرهابية لتقويض النظام العام بالجمهورية بعدد من المناطق التونسية،
حيث أماطت قوات الأمن والحرس الوطنيين النقاب عن مستودع كائن بطريق قابس
به كميات مهولة من الأسلحة النارية الخفيفة والنصف ثقيلة والمتفجرات من
مختلف الأنواع والذخيرة مخزونة تحينا لساعة الصفر لاستعمالها حسب ما يرجح
مبدئيا من قبل عصابات إجرامية وإرهابية.
ووفق المعطيات التي تحصلت
"الصباح" عليها من مصادر مختلفة فإن الخيط الذي قاد إلى الكشف عن المستودع
مسكت به منذ فترة زمنية فرقة مكافحة الإرهاب للحرس الوطني بمدنين، إذ وردت على أحد ضباطها معلومة سرية ترجح اندماج أشخاص في تجميع وخزن الأسلحة النارية والذخيرة الحية بمستودع كائن بطريق قابس
كلم 2، ونظرا لخطورة المعلومة فقد أولاها العناية اللازمة في كنف السرية،
وظل طيلة فترة زمنية طويلة نسبيا يترصد المكان وتحركات صاحبه إلى أن توفرت
لديه معطيات إضافية على غاية من الأهمية.
ضابط حرس مسك بالخيط
هذا
الضابط الأمني برتبة رائد-حسب مصادرنا- وعندما أدرك بما لا يدع مجالا للشك
أن سلاحا من مختلف الأنواع والأحجام مخفي داخل المستودع ترصد أحد المشتبه
بهم وسط المدينة ثم أشعر أعوان فرقة الشرطة العدلية بمدنين الذين تحولوا على جناح السرعة إلى عين المكان أين ألقوا القبض على المشتبه به.
بعدها
تمت الاستعانة بتعزيزات كبرى من قوات الأمن الداخلي التي توجهت إلى
المستودع وطوقته من مختلف الجهات كما طوقت محيطه عن بعد مسافة معتبرة في
إطار الإحتياطات لإنجاح العملية.
أسلحة وذخيرة ومتفجرات
اقتحم
الأعوان المستودع أين عثروا على كميات مهولة من الأسلحة والذخيرة
والمتفجرات والعبوات الناسفة، وحسب مصادرنا فإن المحجوز –حين رفعه- تطلب
توفير عدة شاحنات نقلته إلى منطقة الحرس الوطني بمدنين
لتأمينه، ويتمثل-حسب المعطيات الأولية- في حوالي مائة صاروخ روسي الصنع
عيار 68 ملم وحوالي 70 صاروخ "آر بي جي" المضادة للدبابات(وهي أسلحة نصف
ثقيلة) وحوالي 75 لغما أرضيا تزرع على الطرقات وفي المسالك لتفجير السيارات
والشاحنات والدبابات، إضافة إلى كمية هامة من القنابل اليدوية(رمانة)
والذخيرة الحية مشحونة ومرصفة في صناديق وحقائب.
من ضمن المحجوز أيضا
مشاعل قنابل يدوية وكمية من مادة "التي أن تي" المتفجرة والصواعق
الكهربائية والألغام المضادة للدبابات والشماريخ المضيئة وأكثر من كيلومتر
من فتيل صاعق للتفجير وحوالي 1800 طلقة نارية من عيارين مختلفين ومخازن
"كالاشينكوف" ومناظير وبدلات عسكرية وبطاريات سيارات وأجهزة(gprs) وحشايا
معدة للتمارين.
من هنا هُرّبت الأسلحة
ولكن السؤال المطروح الآن وقد
نجحت قوات الامن الداخلي بفضل حنكتها وحرفيتها في حجز هذه الكمية الكبرى
من الأسلحة بعد فترة من مراقبة تحركات عدد من أفراد هذه العصابة.. من أين
هُرّبت؟ وكيف هُرّبت؟ ومن هربها؟ ولصالح من هُرّبت؟ ولأية أغراض هُرّبت
وجُمّعت؟ هل لارتكاب أعمال إرهابية في بلادنا؟ مصادر مختلفة –وفي انتظار ما
ستكشف عنه الأبحاث الأمنية التي تعهدت بها فرقة أمنية مختصة- رجحت
السيناريو التالي: لقد تم استغلال بعض الشاحنات طيلة الفترة الماضية لتهريب
هذه الأسلحة والتجهيزات العسكرية المتطورة عبر مسالك صحراوية خبرها
المهربون وعصابات التجارة في السلاح والإرهابيون، وعادة ما تكون الكمية
المهربة صغيرة، ومخفية بإحكام تحت بضائع أخرى أو مواد غذائية.
حالة استنفار
مصادرنا
ترجح وفي انتظار تقدم الأبحاث تخطيط هذه العصابة التي ألقي القبض-إلى حد
مساء أمس- على ثلاثة من أفرادها(تونسيون) بعد نجاح أعوان فرقة الأبحاث
والتفتيش للحرس الوطني بمدنين
من إيقاف اثنين آخرين بعد فترة من إيقاف المشتبه به الأول من قبل الشرطة
لشن هجمات على مقرات أمنية ومؤسسات عمومية داخل التراب التونسي، انطلاقا من
مدنين
والاستعداد لمواجهة أي تدخل أمني أو عسكري وسحقه بقوة السلاح، خاصة وأن
التجهيزات التي لديهم متطورة للغاية ويتحوزون بكمية كبيرة من الألغام
القادرة حتى على تفجير بناية من عدة طوابق وتدمير دبابات ومضادة للأشخاص
والسيارات.
وقد شهدت مدينة مدنين
مساء أمس إثر الكشف عن هذه العصابة الإرهابية حالة استنفار أمني قصوى
إضافة إلى انتشار وحدات من الجيش الوطني في بعض النقاط، إضافة إلى تجمع عدد
كبير من المواطنين أمام مقر منطقة الحرس لاستجلاء ما حصل، والتنويه
بالمجهودات الكبيرة لقوات الأمن الداخلي التي برهنت مجددا على حنكتها في
التصدي للإرهاب والإرهابيين والإجرام والمجرمين.
◗ صابر المكشر



انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره