جديد جريمة اغتيال الشهيد شكري بلعيد : تضارب في تصريحات الشهود والقتلة يواجهون تهم الارهاب




سميرة الخياري كشو
نشر في الشروق يوم 11 - 02 - 2013



تضارب في
تصريحات الشهود بخصوص صوت عدد الطلقات... المعاينة الموطنية لمسرح
الجريمة.. وتشريح الجثّة... قد يقلبان كل الموازين.. وتكتّم عن سير الأبحاث
لكشف الجناة.

علمت «الشروق» ان التحقيقات التي اذن بمباشرتها
السيد حاكم التحقيق الاول بالمكتب الثالث عشر لدى المحكمة الابتدائية بتونس
لادارة الشرطة العدلية وتحديدا الادارة الفرعية للقضايا الاجرامية للكشف
عن الجاني او الجناة في قضية اغتيال المحامي السياسي شكري بن عبد الله
بلعيد ستوجه فيها لكل من سيكشف عنه البحث تهم..

الدعوة الى ارتكاب
جرائم ارهابية والانضمام الى تنظيم له علاقة بتلك الجرائم واستعمال اسم
ورمز قصد التعريف بتنظيم ارهابي وبأعضائه ونشاطه خارج تراب الجمهورية الى
مثل ذلك التنظيم واستعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الاشخاص قصد
ارتكاب عمل ارهابي خارج تراب الجمهورية واستعمال تراب الجمهورية للقيام
باعمال تحضيرية لارتكاب احدى الجرائم الارهابية وتوفير معلومات لفائدة
اشخاص بقصد المساعدة على ارتكاب جرائم ارهابية واعداد محل لاجتماع اعضاء
لهم علاقة بالجرائم الارهابية والتبرع وجمع تبرعات بصفة مباشرة الغرض منه
تمويل اشخاص وانشطة لها علاقة بالجرائم الارهابية والانظمام داخل تراب
الجمهورية الى تنظيم اتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق اغراضه لتلقي تدريبات
عسكرية بقصد ارتكاب جرائم ارهابية واستعمال تراب الجمهورية لانتداب وتدريب
مجموعة من الاشخاص بقصد ارتكاب عمل ارهابي داخل تراب الجمهورية.

وتوفير
اسلحة ومتفجرات وذخيرة وغيرها من المعدات والمواد والتجهيزات المماثلة
لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الارهابية واعداد محل لاجتماع اعضائه
والمساعدة على ايوائهم واخفائهم وجمع اموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل
تنظيم له علاقة بالجرائم الارهابية وهي الجرائم الناتج عنها وفاة والتآمر
على امن الدولة الداخلي والاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وحمل
السكان على قتل بعضهم البعض بالسلاح واثارة الهرج بالتراب التونسي وقتل نفس
بشرية عمدا مع سابقية الاضمار والترصد وادخال اسلحة نارية معدّة لعمليات
حربية وذخيرتها وحملها ونقلها والمشاركة في ذلك..

وكانت جريمة
الاغتيال نفذّت صبيحة الاربعاء قبل حلول الساعة الثامنة بدقائق.. حين نزل
الضحّية من منزله لركوب السيارة حيث عمد مجهولون الى اطلاق الرصاص عليه
اختلفت الروايات بالنسبة لشهود السماع حول عدد الطلقات والتي ستحددها
التحقيقات الدقيقة حول «الظروف» التي عثر عليها بمسرح الجريمة او الرصاص
الذي قد يعثر عليه داخل السيارة التي كان يركبها القتيل.. باعتبار ان عددا
من الرصاصات اخترقت جسده وغادرته.. بعد ان تم حجز السيارة التي نفذّت
بداخلها عملية الاغتيال على ذمّة التحقيقات ولدى مصالح الشرطة الفنّية
المتخصصّة في تحاليل الأدّلة الجنائية.

رصاصة واحدة غادرت السيارة

وكانت
المعاينة الموطنية الاولى التي قامت بها مصالح الفرق المختصة في كشف
الجرائم والشرطة الفنية والفرق المختصة بحضور ممثل النيابة العمومية بيّنت
أن رصاصة واحدة اخترقت سيارة الضحيّة وهي التي اخترقت يده وجنبه الايسر
لتتجه مباشرة الى الباب الخلفي من الجهة اليمنى للسيارة.. خلف مقعد السائق
ومباشرة الى باب حديدي مخصص لمستودع بالطابق الارضي.

6 رصاصات

6
رصاصات اخترقت جسد الضحّية ويبدو من خلال اولى الابحاث والتحريات وصور
الأشعّة التي قام بها فريق من الاطباء المتخصصين لتحديد اماكن اختراق
الرصاصات واماكن الاصابات تدقيقا ان الضحّية تلقى ستّ رصاصات كاملة اخترقت
جسده بالكامل من الوجه على مستوى الخدّ الايسر وبالرقبة وبالقلب وبالصدر..
اضافة الى الرصاصة التي اخترقت يده... ويبدو انه تم العثور على رصاصتين فقط
بجسد الضحّية...على مستوى الصدر في حين غادرت بقية الرصاصات الجسد وهو ما
تسعى لكشفه المصالح المختصة من خلال الفحص الدقيق للسيارة المحجوزة على ذمّة الأبحاث.

حسب
الابحاث الاولية يبدو ان شخصين فقط تمكنا من مشاهدة القاتل احدهما وجها
لوجه.. وهو المرافق للضحّية الذي كان يجلس الى المقود.. واحدى المتساكنات
من شرفة الطابق الرابع و التي قدّمت شهادتها... والتي تسعى الابحاث الى
محاولة دراسة تماشيها مع المعاينة الموطنية وربما ايضا تشخيص الجريمة
لاحقا.

اختلفت الشهادات بخصوص عدد اصوات الرصاص او الطلقات التي تم
سماعها بين ستّ طلقات واكثر.. قد تصل الى سبعة... الرصاص الذي اغتيل به
الضحّية من مسدّس ناري عيار 9مم والاصابات كانت مدروسة ومحترفة
وقاتلة.مثيرة هي الاسئلة التي تطرحها القضّية خاصة بما يتعلّق بالقاتل او
القتلة ومسرح الجريمة ومن كانوا من المتواجدين بالمكان والغاية من تخطيط
الاغتيال نهارا وبوجه مكشوف ووسط حي يعتبر شعبيا باعتبار ان كل العمارات
المتحاذية بها عائلات تغادر جميعها في زمن تنفيذ الجريمة لمقرات عملها
ولنقل ابنائها الى المدارس... واغلب النوافذ تطّل من المطابخ حيث انه زمن
الجريمة هو توقيت اعداد فطور الصباح.. وبالتالي اسراع كل من يستمع الى طلق
ناري للنظر من الشرفة.

عدد الطلقات وعدد «الظروف» المحجوزة وعدد
الطلقات بالسيارة وفحص الجثّة الدقيق من قبل خبراء في الطبّ الشرعي
والمعاينة الموطنية لمسرح تنفيذ عملية الاغتيال السياسي سيكون بداية كشف
الجريمة التي يبدو وأن الجناة كانوا يخططون للجريمة الكاملة.




انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.