الشاب التونسي المتهم بالارهاب في كندا طالب دكتوراه متفوق!




رويترز
نشر في أفريكان ماناجر يوم 27 - 04 - 2013



تورونتو - وكالات
شهاب الصغير طالب دكتوراة تونسي يعيش في كيبيك
دخل في خلاف مع إدارة المعهد الذي يجري فيه ابحاثه قبل عامين عندما مزق
ملصقات لجمعية (يونايتد واي) الخيرية يظهر فيها رجال ونساء عراة تحت شعار
"من الداخل..كلنا سواسية".
قالت جولي مارتينو المتحدثة باسم المعهد
الوطني للأبحاث العلمية في فارينيس جنوبي مونتريال "التقينا به لمناقشته
ومحاولة فهم لماذا فعل هذا. أوضحنا له أننا لا نفعل هذا هنا."
قد تكون
الواقعة مجرد سوء تفاهم حول الأعراف الثقافية. لكن الصغير الآن واحد من
رجلين يواجهان اتهامات منها التآمر على القتل فيما يقول الادعاء إنها
مؤامرة دعمها تنظيم القاعدة.
واتهمت الشرطة الكندية الاثنين بالتخطيط لاخراج قطار ركاب في تورونتو عن القضبان.
ووصفت السفارة التونسية في أوتاوا الصغير وهو مسلم متدين مقيم في كندا بانه "مواطن تونسي وطالب دكتوراة نابه."
وبدأ الصغير دراسته في المعهد الوطني للأبحاث العلمية عام 2010 حول استخدام النانو تكنولوجي في اكتشاف السرطان وغيره من الأمراض.
والصغير
(30 عاما) أصغر سنا من المتهم الثاني في المؤامرة. ويواجه اتهاما آخر
بتحريض شخص أو أكثر على القيام بأنشطة ارهابية. وقال إن الاتهامات الموجهة
اليه تستند إلى قوانين غير جديرة بالثقة لأنها لا تتفق مع الشريعة
الاسلامية.
وفي تونس قال والدا الصغير لرويترز إن ابنهما بريء.
وقال والده محمد رشاد الصغير "ابني انسان ولا يمكن أن يقتل نملة. انه ضحية حملة أمنية نفذتها كندا ضد المتدينين لاقناع الناس أن حادث بوسطن لن يتكرر في كندا.
"ابني عبقري. أعد أبحاثا طبية ممتازة. حضر ندوات دراسية في نيويورك. أنا فخور به."
وذكر أصدقاؤه في تونس
انه كان سهل الانقياد. وقالت مريم ساسي وهي واحدة من أصدقاء الصغير
لرويترز "كان من السهل التأثير عليه. كان شخصية ضعيفة..لم يكن بمقدوره أن
يفرق بين الحقيقة والمزاح."
وعلى موقع (لينكد إن) للتواصل الاجتماعي
تقول صفحة الصغير إنه شارك في إعداد ستة أبحاث أكاديمية وشارك في العديد من
المؤتمرات في أمريكا الشمالية وإنه حصل على درجة الماجستير في تونس في التكنولوجيا الصناعية ودرس في جامعة دو شيربروك في كيبيك قبل أن يلتحق بالمعهد الوطني للأبحاث العلمية.
وحتى
وقت سابق هذا الأسبوع كانت صفحة الصغير تحمل علامة غير عادية.. علم جناح
القاعدة في العراق بلونيه الأبيض والأسود بدلا من صورته الشخصية.
ويوم
الثلاثاء أزال الموقع علم دولة العراق الاسلامية وهي منظمة ينضوي تحت
لوائها مقاتلون يرتبطون بالقاعدة. وذكر متحدث باسم لينكد إن أن قواعد
الموقع تنص على أن الصورة المنشورة يجب أن تكون شخصية.
وفشلت محاولات رويترز في الوصول إلى دولة العراق الاسلامية.
وقال مسؤولون أمنيون أمريكيون أمس الأول الخميس إنهم يعتقدون أن الصغير سافر إلى ايران
خلال العامين الماضين في رحلة ذات صلة مباشرة بالتحقيق في المؤامرة
المزعومة. وذكرت الشرطة الكندية أن الرجلين تلقيا "توجيهات وارشادات من
عناصر القاعدة في ايران" بالرغم من قولها إنه لا توجد مؤشرات على تورط الحكومة الايرانية.
أما المتهم الثاني رائد جاسر (35 عاما) فهو فلسطيني جاءت عائلته إلى كندا كلاجئين عام 1993 من دولة الامارات العربية المتحدة. ومعظم أفراد العائلة يحملون الجنسية الكندية الآن.
ومثل
الصغير يتبنى جاسر أفكارا اسلامية متشددة إلى درجة أن والده محمد طلب
العون من محمد روبرت هيفت وهو كندي اعتنق الاسلام ويعمل في مجال توعية
الشباب المسلم الساخط.
وذكر هيفت أن الأب أبدى له قلقه من مواقف جاسر المتطرفة التي بدأ يتبناها منذ عام 2010.
يقول
هيفت "كان يعرف أن هناك شيئا ما خطأ لكن بالقطع ليس لدرجة أن ابنه سيتحول
إلى متطرف أو يعتقل في اتهامات بالارهاب... حين يصلي شخص ما فالمفترض أن
يكون أكثر رحمة ورأفة وليس أكثر غضبا وعدوانية."
وأظهرت وثيقة للهجرة
نشرتها صحيفة ناشونال بوست على موقعها الالكتروني أن الحكومة حاولت ترحيل
جاسر عام 2004 بسبب إدانته في العديد من الجرائم منذ وصوله إلى كندا.
وورد في الوثيقة خمس إدانات ضد جاسر في اتهامات بالاحتيال واثنين "لاخفاقه في الوفاء بتعهد."
لكن جاسر المولود في الامارات كان لا يحمل جنسية أي دولة وبالتالي لم يعرف الكنديون إلى أين يرحلونه. وحصل في النهاية على اقامة دائمة في البلاد.
وحضرت أسرته الجلسة التمهيدية لمحاكمته يوم الثلاثاء لكنهم رفضوا التحدث لوسائل الاعلام بعد الجلسة ولم تتمكن رويترز من الاتصال بهم.
ووصف
أشخاص يترددون على مسجد الفيصل الذي يبعد مسافة صغيرة عن منزل جاسر
المستأجر في تورونتو الشاب بانه هاديء ومتدين يصلي الفروض في أوقاتها
بالمسجد وعادة ما يجلب معه زوجته.
وقال أحد المترددين على المسجد طلب
عدم نشر اسمه "كشخص كان هادئا للغاية..كان لا يحب التواصل الاجتماعي كثيرا
.. لأنه كان يحضر إلى هنا معظم الوقت في صحبة زوجته وبالتالي لم يكن يمكث
طويلا... لكن عدا ذلك كان شخصا لطيفا للغاية."