مدونة "الثورة نيوز": أعدت مجلة "ليدرز" ملفا ضخما حول عقوبة الإعدام في
تونس تضمن شهادات حية ولعل أهمها شهادة منفذ أحكام الإعدام بتونس
الذي خصّص جزءا من حديثه على سفاح نابل حيث روى بدقة تفاصيل تنفيذه لحكم
الإعدام في سفاح نابل الناصر الدامرجي وفيما يلي تلك التفاصيل كما يرويها
بلسانه:
المواجهة...
"عندما فتحنا أنا وزميليّ باب زنزانة الناصر الدامرجي سفاح نابل هجمنا عليه
بسرعة لوضع يديه وراء ظهره ووضع الأصفاد بها... وقد تفاجأ لذلك ولكنه
سرعان ما استوعب ما سيحصل له وعندما رفعناه كانت رجليه ترتعش وبدا يردد دون
توقف فليسامحني الله
ثم قمنا بأخذه إلى مكتب القاضي أين يرافقه قاضيين آخرين وممثل عن الحالة
المدنية وقد كان الإمام وطبيب متأهبين مثل مدير السجن والمدير العام للسجون
وموظفون من المستشفى جاؤوا لرفع الجثة
طلب القاضي من المحكوم التعريف بنفسه ثم ذكّره بالعقوبة الصادرة ضده بعد
اعترافه بارتكاب 13 جريمة قتل كما سأله ان كانت له رغبات وعند إجابة
الدامرجي عشنا مشهدا "مضحكا" حيث قال "اطلب من الله المغفرة" فأجابه القاضي
دون ان يضحك "أنت ذاهب للقائه، اطلب منه ذلك مباشرة".
من ذهوله لردة الفعل ، نظر إلي الدامرجي وقال: "هل تريد أن اقلل احترامه؟"
ثم استأنف الحديث ليطلب ماء وقام بإفراغ محتوى الحلاب دون توقف، ثم قام
بتدخين اخر سيجارة في عمره".
الإعدام
"قمت رفقة زميلي بأخذه الى "مصطبة المشنقة" ووضعت العصابة على عينيه
والغطاء على راسه قبل ان اضع الحبل حول رقبته كانت الساعة حينها تشير الى
الثالثة والربع صباحا حيث كان الصمت يخيم على أروقة السجن لكن المشاعر كانت
حية تتحرك وكنت اسمع من بعيد زئير الأسود من داخل أقفاص حديقة الحيوانات
بالبلفيدار.
ثم اذنوا لي بتنفيذ الحكم ونفذته ففتحت فوهة "مصطبة المشنقة" ليسقط ويبقى
متعلقا بالحبل وكانت العملية لا تدوم في العادة أكثر من 4 إلى 5 دقائق قبل
تغادر الروح جسد المحكوم عليه ولكن مرت 10 دقائق عن شنق سفاح نابل ولم يمت
حيث عاينه الطبيب وثبت ان قلبه لازال ينبض فنظر الي الطبيب وكأنه يسال هل
نعيد العملية؟ وفي الدقية 13 توفي الناصر الدامرجي وكأن الله سبحانه اراد
تعذيبه دقيقة بدقيقة على 13 جريمة التي ارتكبها
وبعدها قمت بنزع الحبل الذي كان مربوطا حول رقبته وحملت الجثة على اكتافي لانزالها قبل ان يحملها فريق المستشفى
وصلتي اخبار انه بعد حفر قبره في مربع الأجانب (جبانة الغربة) في مقبرة
الجلاز، غمرت مياه الامطار القبر بعد هطولها مدرارا ليلة كاملة رأى فيها
البعض اشارة على مصيره وكأنّ الله رفض استقباله تحت الارض.
وبعد تنفيد عملية الاعدام اوصلتني سيارة العمل الى المنزل فتوضأت وصليت
صلاة الصبح قبل ان انام. وفي حدود الساعة الثامنة ونصف صباحا دق باب البيت
على غير عادته وكانت احدى الجارات الني ارادت اعلامنا بانه تم تنفيذ حكم
الاعدام في حق سفاح نابل بعد ان اعلنوا على ذلك في الاذاعة .
وقد كانت الجارة تعلم انني اعمل في سلك السجون ولكنها كانت تجهل المهمة الموكلة لي تحديدا مثل الجميع ".