مصادرة أموال وممتلكات الرئيس المخلوع وزوجته وأقربائهما


إلى أين وصلت إجراءات المصادرة ومراحلها ?


بلغ عمل لجنة مصادرة الأملاك المنقولة والعقارية والحقوق المكتسبة بعد 7 نوفمبر والراجعة للرئيس المخلوع وزوجته ومن وردت أسماؤهم في قائمة الأشخاص المعنيين بالمصادرة، أشواطا هامّة حيث أنهت اللجنة عملها بالنسبة لعديد الملفات فيما تواصلت أعمالها بنفس النسق الحثيث بخصوص ملفات أخرى لم تستوف إجراءاتها بعد.
وتعدّ علمية المصادرة هذه، الثانية في تاريخ تونس بعد مصادرة ممتلكات البايات إبان نشأة الجمهورية الأولى، غير أن الأموال والممتلكات المنقولة والعقارية المكتسبة بعد 7 نوفمبر 87 من قبل عائلتي بن علي والطرابلسي وغيرهم ممّن شملتهم قائمة المصادرة تعدّ كبيرة وتبرز حجم الجشع والنهم الذي ميّز هؤلاء الذين كانوا ينتمون قبل السابع من نوفمبر للطبقتين الفقيرة والمتوسطة.
سيارات فخمة لا تقل قوة الواحدة عن 11 حصانا وتتجاوز في كثير من الأحيان 33 حصانا ولسائل أن يسأل عن مصادر تموينها من المحروقات وتكلفتها، أراض وعقارات في جل المناطق السياحية الفخمة، شركات مختلفة الأنواع والإختصاصات، أسهم في البورصة ومدخرات «سيكاف» وأرصدة كبيرة في البنوك، هذا دون الأموال والممتلكات الموجودة بالخارج....
هذه العائلات لم تكن تخال أنّ وجودها المفروض على الإقتصاد التونسي واحتكارها لدواليبه ومجالاته المختلفة قابل للتهديد أو الزوال، وأنّ احتكارها لمنابع الثروة في البلاد قابل للمساءلة، وأنّ الصرخات المحتجّة على هذا «الإستكراش» غير المسبوق في تاريخ تونس قابلة لأن تتحوّل إلى ثورة عارمة ضدّ الفساد تقلب موازين القوى لصالح الشعب ضدّ هؤلاء وتضع حدّا لاستنزاف أموال المجموعة الوطنية من قبل عائلتين وأتباعهما...
المصادرة على غرار المحاكمة تعدّ مرحلة هامّة ينتظر نتائجها الشعب التونسي بغاية استرجاع حقوقه وأمواله في كنف العدالة والقانون لا في إطار الظلم والتشفّي لذلك عملت لجنة المصادرة رغم الصعوبات اللوجستية التي تعيشها وغيرها على التثبت من كل التصاريح التي بلغتها ودراسة كل المستندات التي حصلت عليها والنظر في مختلف النواحي القانونية قبل توقيع قرارات المصادرة وإحالتها على لجنة التصرف بوزارة المالية...
من خلال هذا التحقيق حاولنا معرفة مسار عملية المصادرة وحيثياتها فإلى أين وصل هذا الملف ? ولماذا تأخرت عملية الإعلان عن نتائج البحث والتدقيق الأولية?




من اعداد نجاة ملائكي