إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله
من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ،

أما بعد ، فقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم
في الحديث الذي رواه مسلم :
"أن الله رضي لنا أن نعبده لا نشرك به شيئا وأن نعتصم بحبل الله
وألا نتفرق، وكره لنا قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال"
ولابد من وقفة مع هذا الحديث المهم وغيره من الأحاديث
إن الله رضي لنا أن نعبده لا نشرك به شيئا
ومعنى ذلك تحقيق التوحيد لله
توحيد الألوهية والربوبية وتوحيد الأسماء والصفات
دون تعطيل ولا تكييف
وعدم صرف أي عبادة لغير الله فلا معبود بحق إلا الله
ولنا عودة لبعض معاني التوحيد في فقرات قادمة إن شاء الله
خصوصا والأمة تشهد بدعا ليس فقط في العبادات والمعاملات
بل في العقيدة أيضا
فأين المصلحون وأين المربون ؟!
وكيف تنهض أمة لم تعرف ربها ؟!
بل كيف نجاهد بشباب يعتقد أن القبور تضر وتنفع وتغيث وتشفع ؟!
وأي نصر نبتغيه من أمة هذا حالها ؟!
سؤال أطرحه على نفسي دائما :
هل رضي بالله ربا من يطلب المدد ويستغيث بالمخلوق ؟!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قال الشيخ محمد صالح المنجد :
ولذلك ترى هذا الرضا محروم منه غلاة الصوفية عُباد القبور،
لأنهم في الحقيقة ما رضوا بالله ربا
فيُنزلون حوائجهم بالأولياء والأقطاب ويسألونهم ويستغيثون بهم ،
ويتوكلون عليهم ، ويرجون منهم ما لا يقضيه إلا الله ،
ويرجون منهم ما لا يقدر عليه إلا الله
هذا الذي يعبد القبور والذين يرجون الأموات ، ما رضوا بالله ربا !
(انتهى كلامه حفظه الله)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ولو رضوا بالله ربا ما طلبوا إلا منه وما توكلوا إلا عليه
ولا استغاثوا إلا به ولا سألوا المدد إلا منه ،
ولكنهم يذهبون إلى المخلوقين في قبورهم يقولون :
يا فلان ! المدد ، يا فلان ! أغثنا ... !!!
ومن تأمل حال الناس في زماننا سيرى العجب العجاب
فالله المستعان وإليه المشتكى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إذا أين رضيتم بالله ربا ؟!
ثم يقولون نحن أرباب قلوب ويأتي الصوفية ويقولون :
نحن متخصصون بالقلوب !
أين التخصص وقد ضيعوا الأساس ، وهو التوحيد !!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يقول عز وجل : " إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم
فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين "

كثير من الناس أول ما تصيبه مصيبة تجده يتخبط
بل قد يلجأ للشرك والعياذ بالله
والإستغاثة بغير الله
بأشخاص ومخلوقين لا يملكون له نفعا ولا ضرا !!
ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا !!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
والسبب الأساس في هذا انعدام الرضا في قلبه !
وبالتالي انتفاء الإيمان بالله -والعياذ بالله-
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"... والخلاصة أن أصل الرضا واجب ومنازله العليا مستحبة ".
فلابد إذا لكل مسلم موحد يؤمن بالله وباليوم الآخر
من درجة من الرضا
فأصل الرضا كما بين شيخ الإسلام رحمه الله
لابد أن يكون متوفرا إذ أصله واجب ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا "
ومما ثبت في أذكار الصباح والمساء والأذان :
"رضيتُ بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا"
لماذا تدعوا غير الله ؟!
أما رضيت به ربّا ؟!
أم هو اعتراض على قضاء الله وقدره ؟!
فالأمر جلل والخطب جسيم !!!
فإن الله لا يغفر أن يشرك به
اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم .
....
وسبحان الله، من نظر في الدنيا نظرة مجردة
وكشف زيفها وعرفها على حقيقتها
يدرك أنها ليست بدار قرار
فيهون كربه وهمه ويحتسب الأجر في كل ما يصيبه
ويا لها من حلاوة وأُنس عندما يناجي ربه
وينزل حاجته به دون سواه ويستغيث به وحده جل في علاه
أخي، أختي
ما هذه الدنيا إلا لجة تنتهي بخروج الروح من الجسد
وما سفينة النجاة فيها والفوز والفلاح إلا الأعمال الصالحة
وعلى رأسها التوحيد، بل لا تقوم الأعمال إلا بالتوحيد
فلا بارك الله في دعوة لم تؤسس على التوحيد.
---
إن لله عبادا فطنا ... طلقوا الدنيا وخافوا الفتنَ
نظروا فيها فلما عرفوا أنها ليست لحي مسكنا ...
اتخذوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اللهم ارزقنا الرضا يا رب العالمين
اللهم طهر مجتمعاتنا من الشرك
اللهم طهر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء وألسنتنا من الكذب
وأموالنا من الربا وأعيننا من الخيانة
اللهم طهر قلوبنا من كل الشوائب