الصباح" تكشف حقائق جديدة مثيرة حول مخطط العصابة الإرهابيّة


خاص.. حجز "ترسانة" من الصواريخ الروسيّة و الأمريكيّة.. و المتفجّرات و الألغام


صابر المكشر
نشر في الصباح يوم 19 - 01 - 2013



العثور على أكثر من 300 قنبلة يدوية و8 راجمات مضادة للطائرات
عون حرس سابق من بين الموقوفين.. ومكافحة الإرهاب تتعهد بالبحث علمت"الصباح" أن قوات الجيش الوطني قامت في الليلة الفاصلة بين الخميس
والجمعة بنقل الأسلحة النارية والذخيرة ومختلف التجهيزات العسكرية التي حجزتها قوات الأمن الداخلي بعد ظهر أمس الأول بمخزن بمدينة مدنين وحولتها إلى ثكنة الجيش بمدنين
لتأمينها، فيما تعهدت فرقة أمنية مختصة تابعة لمكافحة الإرهاب للحرس
الوطني بالعوينة بمواصلة الأبحاث في القضية وكشف كل خيوطها وتحديد المخطط
الكامل الذي كانت تسعى هذه العصابة التي وصفت بالإرهابية- لتنفيذها في تونس.
من
جانبها حاولت"الصباح" الكشف عن معطيات جديدة حول هذه العصابة من خلال
مصادر مختلفة، ورغم شح المعلومات، والتعتيم الكبير الذي واجهناه فإننا
تمكنا من الحصول على تطورات عديدة ومعطيات تنشر حصريا..
أولى الخيوط معلومة حول"كالاشينكوف"
كشفت المعطيات أن معلومة سرية مؤكدة وردت على مسامع أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بمدنين
مفادها حيازة شاب في العقد الثالث من عمره أصيل الجهة لسلاح ناري من
نوع"كالاشينكوف"، فأولوها العناية اللازمة وترصدوا تحركات المشتبه به وهو
عون حرس سابق كان استقال-حسب ما يتردد- قبل الثورة، ثم نصب له رئيس فرقة
الشرطة العدلية بمدنين مستعينا بأعوان من الفرقة ومركز شرطة المدينة كمينا للمشتبه به في حدود الساعة الواحدة من بعد زوال يوم أمس الأول الخميس بوسط المدينة ألقوا إثره القبض عليه رغم محاولته الاستعصاء والمقاومة ثم أركبوه في السيارة.
وحسب
مصادرنا فإن الأعوان استفسروا الموقوف حول السلاح الذي يتحوز به وطلبوا
منه الإدلاء بمكان إخفائه، فما كان منه إلا الاعتراف، فاصطحبوه إلى مكان
كائن بطريق قابس كلم 2، أين أعلمهم أن"السلاح" موجود داخل مستودع...
استنفار أمني
وأمام"هول المفاجأة" إثر العثور على كمية مهولة من الأسلحة والذخيرة سارع الأعوان إلى طلب تعزيزات من إقليمي الشرطة والحرس بمدنين
التي حلت على جناح السرعة لتطويق المكان ومحيطه، ثم انطلقت عملية معاينة
الأسلحة والذخيرة والتجهيزات العسكرية الكبرى قبل رفعها وشحنها في أربع
عربات أمنية تابعة لإقليمي الشرطة وفوج النظام العام(وحدات التدخل) بمدنين ثم نقلها إلى منطقة الحرس الوطني بمدنين لتفحصها خاصة أن وحدات الحرس تملك فرقة تعرف باسم"الحرّاقة" مختصة في فحص ومعاينة المواد المتفجرة.
وبعد جرد المحجوز ومعاينته من طرف حاكم التحقيق الثالث بالمحكمة الابتدائية بتونس الذي تعهد بالتحقيق في القضية بحضور فرقة مكافحة الإرهاب للحرس الوطني بالعوينة تم الإذن بنقله إلى ثكنة الجيش الوطني بمدنين لتأمينه.
هذا هو المحجوز
مصادرنا
المختلفة اتفقت على أن المحجوز لا تقل قيمته المادية عن الثلاثة مليارات
من المليمات، ويحتوي على صواريخ وقاذفات وتجهيزات متطورة جدا وتعمل
بتكنولوجيا عالية، مضيفة أنه(المحجوز) يتمثل في ما بين 170 و200 صاروخ روسي
من عيارات مختلفة أقصاها 138 ملم ومجموعة من صواريخ"ستانجر" الأمريكية الصنع
(american
stinger missile ) وما بين 79 ومائة قذيفة"أر بي جي" وثماني راجمات
روسية(lance roquette ) مضادة حتى للطائرات وما بين 300 و400 قنابل يدوية
وعشرات الشماريخ المضيئة التي تستعمل أثناء الهجمات الليلية للإضاءة، ومئات
الصواعق الكهربائية من النوع الخطير والقاتل أحيانا ومجموعة من السترات
الواقية من الرصاص.
وأشارت مصادرنا إلى أن من بين المحجوز أيضا حوالي
170 مخزن"كالاشينكوف" وما بين 150 و200 لغم أرضي مضاد للشاحنات والدبابات
و1150 مترا من فتيل صاعق يستعمل في التفجيرات وكمية من صفائح مادة"تي أن
تي" المتفجرة تزن عدة كيلوغرامات و800 إطلاقة عيار 7،5 ملم وألف إطلاقة
عيار 9 ملم ومجموعة هامة من المناظير العادية إضافة إلى مجموعة من المناظير
الليلية عالية الجودة والتكنولوجيا مجهزة بتقنية الأشعة تحت الحمراء(infra
rouge)، إضافة إلى كمية من العلب تحتوي على سائل سريع الالتهاب يسمى(c3)
ومجموعة من أجهزة نظام تحديد المواقع(gprs) المتطورة جدا وأجهزة اتصال
لاسلكي، ومجموعة من بطاريات السيارات، والبدلات العسكرية والرياضية
والحشايا المستعملة في التمارين الرياضية.
مخطط لضرب استقرار البلاد
فيما يخص مخطط هذه المجموعة الإرهابية تفيد المعطيات الاولية بأن أعوان فرقة الشرطة العدلية بمدنين ألقوا القبض على المشتبه به الأول وهو عون حرس سابق في العقد الثالث من عمره فيما أوقف أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بمدنين
القبض على شخصين آخرين في العقد الرابع من عمرهما يعملان في التجارة وعرفا
بتشددهما الديني، قبل أن يتم إصدار مناشير تفتيش في شأن أفراد آخرين يقارب
عددهم مبدئيا- الخمسة ترجح علاقتهم بالمجموعة التي كانت تخطط-حسب أولى
المعطيات- لضرب الاستقرار في البلاد وشن هجمات على مقرات سيادة وأمنية
ومؤسسات عمومية بالجنوب التونسي وفي مناطق أخرى يعتقد أن العاصمة من بينها.
علاقة بتنظيم القاعدة
مصادرنا
أشارت إلى أن هذه المجموعة لها علاقات بمثلث القاعدة الذي يبحث عن بعث
وتركيز نواة لخلايا ضمن مثلث ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب
الإسلامي وتحديدا بغرب الجزائر وشمال ليبيا وجنوب تونس،
وقد تم تهريب كمية هذه الأسلحة والذخيرة والتجهيزات العسكرية المتطورة
التي تبلغ قيمتها حوالي ثلاثة ملايين دينار من ليبيا عبر مسالك صحراوية
خبرتها هذه المجموعات لاستغلالها في تفجيرات وهجمات إرهابية، ولكن حنكة
رجال الشرطة والحرس بمدنين أحبطت المخطط وأكدت مرة أخرى استبسالها في الدفاع عن الوطن وتصديها للإرهاب والإرهابيين