بسبب أشغالها في بعض الطرقات - مؤسسات عمومية تضرّ بالبنية الأساسية وتشوّه جمالية المدينة

تكثّفت في المدّة الأخيرة بولاية قفصة ظاهرة الإضرار بالملك العام وتشويه جمالية المدينة وذلك من قبل بعض المؤسسات العمومية التي قامت بأشغال طرقات المدينة. وتجاوزات شملت بعض طرق قفصة.

«الشروق» وقفت على تفاقم هذه الظاهرة في أكثر من منطقة بمدينتي قفصة والقصر وهذا ما أثار استياء عديد المواطنين الذين التقيناهم والذين عبّروا عن تذمّرهم الكبير بسبب عدم اضطلاع عديد المؤسسات بدورها في إرجاع الأمور الى نصابها بعد الانتهاء من أشغالها، فـ«فريد ـ م» أشار الى المشهد المزري الذي أصبح يراه كل يوم بشارع عمر بن سليمان المؤدي الي القباضة المالية وإدارة اتصالات تونس ففي هذا الشارع ـ يقول محدثنا ـ أصحبت الحركة على الرصيف صعبة للغاية بعد أن تكدست بقايا القوالب الاسمنتية على الأرصفة دون أن يتم رفعها مضيفا أن المشهد غير لائق إذ قامت الشركة التونسية للكهرباء والغاز بأشغال لفائدة مؤسسة مختصة في إسداء خدمات الهاتف المحمول لكن آثار الأشغال بقيت شاهدة على عدم قيام المؤسسة المعنية بدورها في ردم كلي للأماكن التي تمّ حفرها لتمرير الأسلاك والقنوات.

أحد العاملين في اتصالات تونس عبّر عن استيائه من تشويه محيط المؤسسة التي يعمل بها وتضييق الخناق على حرفاء اتصالات تونس بسبب تراكم بقايا الأشغال المنجزة من قبل شركة الكهرباء مما جعل المرور صعبا لقضاء أي شأن في «اتصالات تونس» واللافت أن بقايا الاشغال ممتدة على طول الرصيف في شارع عمر بن سليمان.مواطن غاضب مرّ صدفة أثناء قيامنا بهذا التحقيق أكد لنا أنه تعثر منذ يومين على مقربة من القباضة المالية بسبب القوالب الاسمنتية المكدسة أمامها وكاد يصاب إصابة بليغة وقد حمل محدثنا عديد المؤسسات المسؤولية في عدم القيام بأعمالها بطريقة تحفظ حقوق المارة وأصحاب السيارات وذكر في هذا الصدد بعديد الأشغال التي قامت وتقوم بها مؤسسات مختلفة تحفر بمقتضاها الطرقات والأرصفة دون الالتزام بكراسات الشروط المتعلقة بمثل هذه الأنشطة والتي تنص على إرجاع الطرقات والأرصفة والساحات الى وضعها الأصلي بعد اتمام الأشغال.

وقد اقترح السيد «ماهر ـ ج» أن تراقب أجهزة الدولة الأطراف المخلّة بواجباتها وتحملها المسؤولية في هذه التجاوزات التي تحدث بصفة مستمرة. وأشار الى ما وقع منذ مدة من تجاوزات في الرصيف المحاذي لمعهد ابن رشد بقفصة مما عطل مرور المترجّلين، مضيفا أن آثار هذه التجاوزات مازالت ماثلة الى اليوم دون تدخل لإزالتها. كما شملت هذه التجاوزات بعض الطرق الرئيسية التي امتنع عديد أصحاب السيارات على المرور منها خوفا على أعطاب محتملة تلحق سياراتهم بسبب آثار أشغال لم يتم إصلاحها إلا بعد مدة طويلة وهو ما حدث في الطريق المؤدي الى معهد أحمد التليلي بقصر قفصة خلال الفترة الأخيرة. ظاهرة حفر الطرق والأرصفة والتهاون في إرجاعها الى حالتها الأصلية أصبحت ملفتة للانتباه بمدينة قفصة وعديد المدن المجاورة وهو ما يتطلب مراقبة شديدة من قبل السلط المعنية ومكونات المجتمع المدني لكل الجهات التي تنجز أشغالا تدرّ عليها أموالا طائلة لكنها لا تبالي بالخسائر والمضار التي تلحق المواطن وتشويه جمالية المدن.

أحد النشطاء الحقوقيين علّق على ما يحدث من تجاوزات في الطرقات والأرصفة قائلا انه بإمكان المواطن العادي وجمعيات المجتمع المدني أن تقاضي كل المؤسسات والأطراف التي تقوم بتجاوزات في حق «الملك العمومي» وما يترتب عن ذلك من أضرار تلحق المواطنين.

عادل عكرمي

قفصة (الشروق)