توقفت منذ بداية شهر جويلية الماضي أشغال تنفيذ مشروع تزويد
مدينة قفصة ومناطق الحوض المنجمي بالغاز الطبيعي بسبب تنامي الحركات
الاحتجاجية وخاصة في المناطق التي يعبرها مسار الأنبوب حسب ما أوضحه مدير
هذا المشروع لمراسلة "وات" بقفصة.

هذا المشروع الذي انطلق انجازه منذ نهاية 2009 بقيمة مالية قدرت بنحو 80
مليون دينار وكان من المفترض ان يدخل حيز الاستغلال في جويلية المنقضي شهد
تراجعا في نسق تنفيذه منذ بداية السنة الحالية بسبب الطلبات المتزايدة على
المقاولات المعنية بهذا المشروع لتوفير مواطن شغل للعاطلين عن العمل من
ناحية وانعدام المهارات المهنية لدى الذين اضطرت هذه المقاولات لتشغيلهم.

وقد تجاوز عدد الذين تم تشغيلهم في إطار هذا المشروع 540 عاملا في حين قدرت
الحاجيات الحقيقية من اليد العاملة الضرورية لمختلف مراحل هذا المشروع
بنحو 120 عاملا حسب نفس المصدر.

وأمام ضغوط المطالبين بفرص عمل وخاصة بمناطق الطفل والعقيلة بقفصة الجنوبية
وبرج العكارمة وأولاد شريط بالمضيلة اضطرت هذه المقاولات في عدة مناسبات
إلى تشغيل أعداد كبيرة منهم خاصة بعد تعمدهم تعطيل الأشغال وحجز المعدات
والآليات.

وأمام تفاقم هذه الظاهرة وما ألحقه توقف الأشغال بصفة متواترة من خسائر
مالية بلغت خلال شهر جوان فقط حوالي 600 ألف دينار حسب مدير المشروع، قررت
هذه المقاولات تعليق الأشغال التي بلغت نسبة تقدمها حدود 65 بالمائة إلى
حين توفير " الحماية الأمنية لمواقع المشروع".

ويعد مشروع تزويد مدينة قفصة ومنطقة الحوض المنجمي بالغاز الطبيعي من
المشاريع الواعدة التي ستسهم في تحسين نوعية الحياة وكذلك في تحسين مناخ
الاستثمار.

وتتمثل مكوناته الأساسية في مد 168 كيلومترا من الأنابيت الفولاذية وتركيز خمس محطات لتخفيض الغاز وقطعه.

وتعتبر منشات شركة فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي التونسي من أهم المستفيدين
من المشروع باعتبار أن ربط وحدات إنتاجها بشبكة التزود بالغاز الطبيعي له
فوائد عديدة من أهمها الاقتصاد في الطاقة والتخفيض من حدة التلوث الصناعي.