[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
القولون العصبى
القولون العصبى
هو أكثر أمراض الجهاز الهضمى شيوعا ، وهو عبارة عن مجموعة من الأعراض المتباينة فى الجهاز الهضمى حيث يتميز بنوبات من آلام البطن والاضطراب فى الإخراج مع الانتفاخ والغازات . وقد تحدث هذه النوبات بشكل عنيف لتهدأ ثم تعود مرة أخرى .. وهكذا .
وقد تنشط هذه النوبات بالإثارة العصبية أو الغذائية ، ثم تهدأ لتعود بطريقة مزعجة تؤدى إلى القلق بلا حدود ومنه إلى زيادة فى معدلات حدوثها لتهدأ عندما تهدأ النفس أو ينشغل صاحبها بشىء آخر يجذب انتباهه ، لذلك فإن كسر هذه الحلقة المفرغة وسيلة من وسائل علاج القولون العصبى .
والقولون العصبى من الأمراض التى تؤثر على نظام حياة الإنسان وتعوق نشاطه ، وهو آخذ فى الانتشار خاصة فى البلاد الشرقية نتيجة تغير نمط الحياة بكل ما فيها من توترات عصبية وخروج عن الطبيعة فى نظام الحياة والتغذية .
وأغلب مرضى القولون العصبى من الشباب ومتوسطى العمر ، ونادرًا ما يبدأ بعد سن الخمسين ، وهو يكثر فى النساء عن الرجال بنسبة 2 : 1 .
ويشكو مرضى القولون العصبى من عدة أعراض أهمها آلام البطن والشعور بالانتفاخ والامتلاء والغازات والتجشؤ وتقلب الطبيعة ما بين الإمساك والإسهال مع عدم التركيز ونقصان الوزن فى بعض الحالات . وقد يشكو المريض من بعض هذه الأعراض أو منها جميعا وذلك دون وجود أى مرض عضوى بأمعائه حتى أنه يتعجب قائلا : ما دام لا يوجد مرض بالقولون فلماذا أشكو من كل هذه الأعراض ، متصورا أنه لا بد من وجود مرض بالقولون لم يستطع الأطباء معرفته حسب تقديره ، ثم يخشى أن يكون ذلك مرضا خطيرا فنجده يزداد توترا وبالتالى تزداد شكواه وآلامه .. وهكذا يدخل فى حلقة الشك والتوتر النفسى وآلام القولون حتى ينسى ما كان يفكر فيه .
أعراض القولون العصبى
1 ـ آلام البطن
تحدث الآلام بصفة عامة بالبطن ، وقد تتركز أعلاها وتكون أكثر شدة جهة اليمين أو اليسار. فإن تركزت جهة اليمين أسفل الضلوع يظن المريض أنه مصاب بالكبد أو المرارة وهى السبب فى الآلام . أما إذا تركزت جهة اليسار أسفل الضلوع ظن أنه مصاب بالقلب، ونلاحظ أن المريض يحضر محملا بأبحاث كثيرة تؤكد أنه سليم القلب.
وقد تتركز الآلام أسفل البطن تحت السرة فينحنى المريض ضاغطا على بطنه عند وصفه للآلام حتى أن بعض السيدات يتخيلن أنها آلام ناتجة من مشاكل مرضية نسائية وخاصة أنها تشتد وقت الدورة الشهرية وتذهب لإستشارة طبيب أمراض النساء ليؤكد لها أنها سليمة وأن ما تشكو منه إنما هو القولون .
وآلام القولون قد تحدث أو تزيد بعد تناول الطعام ، لكنها غالبا ما تختفى بعد التبرز أو خروج الغازات . وقد يشكو بعض المرضى من الانتفاخ وعدم إخراج الغازات لأن المريض يتصور أو يعلم أن خروج هذه الغازات قد تريحه ، لذلك يحاول إخراجها ليستريح . إن هذه الآلام تتحسن بعد التبرز ونادرا ما تزيد بعده .
ومعظم آلام القولون العصبى فى البلاد الشرقية تكون جهة اليمين أعلى البطن حيث أن غالبية مرضانا يقومون بإفساد قولونهم بما يتناولونه من الطعام المسبك والمقلى والمحمر وملء المعدة والأكل بسرعة . أما الآلام جهة اليسار أعلى البطن أو أسفله مرتبطة دائما بالقلق والتوتر نتيجة الاضطرابات النفسية .
2 ـ الانتفاخ
هو شعور سائد فى مرضى القولون العصبى ويزيده شدة محاولة إخراج هذه الغازات دون جدوى . كما يعانى المريض أيضا من كثرة التجشؤ ويشعر بصوت أمعاءه تتعالى على صوته ويتصور أن الجالسين معه يسمعون هذا الصوت مما يصيبه بحرج وعدم التركيز فى العمل . وقد يشتد الانتفاخ لدرجة تصور المريض أن ببطنه ورم وهو الذى أدى لهذا الانتفاخ ، حتى أن بعض السيدات قد يصفن هذا الانتفاخ بأنه يشبه السيدة الحامل .
أما كثرة خروج الغازات فقد تفسد على المريض وضوءه ، لو أنها غالبا ما تريحه من شدة الانتفاخ وآلام البطن .
3 ـ اضطراب التبرز
قد يشكو المريض من الإمساك المزمن ويكون البراز على هيئة قطع صغيرة أو شريط متقطع رفيع . أو قد يشكو من الإسهال على هيئة براز لين القوام ، ويحدث ذلك خاصة بعد تناول الطعام .
أما الغالبية العظمى فتكون الطبيعة عندهم غير مستقرة ما بين الإمساك والإسهال مع خروج مخاط فى معظم الأحوال . وقد يصاحب ذلك غازات كثيرة ، كما نرى المريض دائما شارد الذهن ، وقد ينقص وزنه من شدة القلق والتوتر .
أسباب القولون العصبى
إن القولون العصبى مرض مزعج لكن ليس خطيرا وذلك لعدم وجود تغيرات عضوية تؤدى إلى سرطان بالقولون أو أى أمراض عضوية ذات خطورة مستقبلية ما دام تشخيص القولون العصبى مؤكدا.
إن أعراض القولون العصبى مستمرة بلا نهاية وإن كانت بطريقة متقطعة متعاقبة لكن بلا نهاية .
إذن ما هى الأسباب الحقيقية لهذا القولون العصبى ؟
توجد اقتراحات كثيرة ، ولكن المؤكد من هذه الاقتراحات هو القلق النفسى والاكتئاب ، والعامل الثانى المؤكد أيضا هو الطعام الذى يقوم بدوره بإثارة القولون عصبيا .. إذن فالقولون العصبى إسم على مسمى .
القلق النفسى والاكتئاب
يعد هذا المرض أكبر مثال يعكس مدى اتصال الجهاز الهضمى بالعقل . إن القولون العصبى بمفهومه الحديث هو جزء من اضطراب عام يشمل القناة الهضمية كلها ، من المرىء وحتى الشرج ، وهذا الاختلال الوظيفى قد يمتد فيشمل أعضاء أخرى كالمثانة أو الرحم فيؤدى إلى كثرة التبول أو عسر الطمث ، وقد يزداد مع موعد الدورة الشهرية ، كما أنه قد يؤدى إلى ألم عند الجماع أو بعده . ولقد لوحظ أن معظم الأمراض النفسية يصحبها أعراض للقولون العصبى ، كما وجد أن التوتر يزيد من حركة الأمعاء وانقباضها بشدة مما يؤدى إلى الإمساك وإخراج البراز المتقطع وآلام البطن التى لا تهدأ ، بينما الكآبة تُحدث ارتخاء فى جدار المعدة والقولون مما يؤدى إلى الإسهال والغازات والحموضة والانتفاخ .. إن هذه الاضطرابات القولونية طبيعية وموجودة أساسا فى تكوين الشخص ، أى قد يكون أساسها وراثيا بأن يولد الطفل وهو يشكو من الإمساك ، وتختفى هذه الشكوى عندما يكبر ، ولكن قد تعود مرة أخرى عندما يتعرض بعد ذلك لمسببات نفسية نتيجة حدث أو قلق أو طموح جارف قد يؤدى إلى إثارة القولون .. من هنا تبدأ أعراض القولون العصبى فى الظهور .
نوع الطعام
إن عسر الهضم من المؤشرات الهامة حتى فى الإنسان الطبيعى الذى لا يوجد عنده أى توتر أو قلق لأن طبيعة قولونه عصبى .
إن نوع الطعام هام فى إثارة القولون العصبى الكامن ، فلقد ثبت أن الوجبة الغذائية التى تزيد عن ألف سعر حرارى أو المحتوية على الدهون أو الزيوت أو الزبدة التى تعرضت للنار مثل المقليات والمحمرات يمكنها إثارة القولون العصبى الذى من خلاله تظهر الأعراض التى يشكو منها المريض . وتوجد أسباب أخرى مرتبطة أيضا بنوع الغذاء ، فبعض الناس لا يهضمون اللبن لنقص الإنزيم الخاص بذلك (إنزيم اللاكتيز) .
وآخرون لا يتحملون الإفراط فى الفاكهة ، ومريض آخر يشكو من الانتفاخ عند أكل البقول كالعدس والفول أو البصل والثوم .
وهناك عامل مشترك فى طعام الكثيرين وهو نقص الألياف الموجودة فى الخضروات والفاكهة والخبز الأسمر ، لأن الألياف لها دور أساسى فى الغذاء السليم ودورها هام فى سهولة الإخراج وعدم الإمساك لأنها تنبه عضلات الأمعاء وتحفز حركتها .
القولون العصبى ما بعد العدوى الميكروبية
لقد ثبت أن ثلث مرضى القولون العصبى يبدأ المرض عندهم بعد أعراض حادة تشبه النزلة المعوية التى سرعان ما يشفى منها المريض لتستمر فى 30% من الحالات على هيئة قولون عصبى .
وتزيد نسبة حدوث المرض بهذه الكيفية بعد العدوى البكتيرية وفى النساء خاصة إذا كانت النزلات المعوية بدون قىء ، فقد وجد أن أمعاء هؤلاء المرضى أكثر حساسية لمحتويات الطعام والغازات عن الإنسان الطبيعى مما جعلهم أكثر إحساسا بالألم . لذلك نجد أن هؤلاء المرضى يشكون من آلام عامة بالبطن ، ليست قاسية ولكنها مزعجة ، ودائما يضع المريض يده على بطنه لتحسسها لما فيها من عدم الراحة، كما أن حركية الأمعاء أيضا تصاب بالخلل .
وممكن معرفة هذه الحالات بعمل فحص عينة من الشرج تحت الميكروسكوب لتظهر الخلايا الإلتهابية بكثرة ، ويتميز هذا النوع عن القولون العصبى العادى بأن المرضى بدأ عندهم الشعور بهذه الآلام بعد الإصابة بالنزلة المعوية حيث أنهم لم يسبق لهم أى شكوى من القولون ، كما أن معظم هؤلاء المرضى يعانون من الإسهال أكثر من الأعراض الأخرى وذلك فى السنوات الأولى للمرض .
ويندر أن يشكو المريض من نزول دم من الشرج أو نقص الوزن فى هذا النوع . وبدراسة هذا المرض وجد أنه يتميز بتغيرات معينة فى حركية الجهاز الهضمى وبخاصة فى منطقة الشرج وسوء امتصاص للعصارة الصفراوية مع حدوث تغيرات فى الأنسجة تظهر على المستوى الميكروسكوبى حيث يتميز بكثرة الخلايا الإلتهابية فى الجدار المبطن للمستقيم .
ويجب أن نعلم أنه ما نتج عن الالتهابات القولونية الحادة وما أعقبه من إثارة القولون وجعله قولون عصبى ، يؤدى إلى اضطراب توازنه بعد ذلك وخاصة إذا استقر على خلفية من التوتر النفسى . ويلاحظ المريض أن الطعام الذى عادة ما كان يتناوله دون متاعب أصبح تناوله الآن يسبب كثير من المتاعب القولونية .. ومن هنا تبدأ مشكلة حياته كمريض بالقولون العصبى .
إن الطعام الملوث ، والذى يقبل عليه شبابنا هو مصدر لأمراضهم المستقبلية . إن الطعام خارج المنزل أصبح الآن وسيلة من وسائل الاحتفال بالأعياد والمناسبات وقضاء الأوقات السعيدة الممتعة ، ولو أن الاحتفال الحقيقى بالضيوف وبالأعياد والمناسبات يفضل أن يكون داخل المنزل لإعطاء مزيدا من الحفاوة ، ولا بد أن نبحث عن وسيلة أخرى للاستمتاع بالمناسبات السعيدة غير الأكل خارج المنزل .
للأسف إن المسلك الغذائى لشباب اليوم سوف يعرضهم لأمراض القولون فى مرحلة الرجولة عندما تبدأ مسئوليات الحياة وما بها من أزمات وقلق وتوتر .
احترس ! إن أعراض القولون العصبى قد تتشابه مع أمراض القولون الأخرى
إن الاعتقاد الخاطئ بالإصابة بالقولون العصبى وتشابه أعراضه مع أمراض عضوية أخرى ، وإصرار المريض على عدم تمكين الطبيب من الوصول معه لدقة التشخيص نظرًا لإصراره أنه مصاب بالقولون العصبى ، قد يذهب فرصة اكتشاف الأمراض الأخرى فى الجهاز الهضمى ، فقد وجد أن التهابات القولون موجودة فى 9, % من المرضى المعتقدين أنهم مصابون بالقولون العصبى ، وسرطان القولون والمستقيم فى 1% ، والنزلات المعوية الميكروبية فى 1.5 % وسوء امتصاص اللبن فى 25% واختلال وظائف الغدة الدرقية فى 6% . لذلك توجد أعراض مرضية يجب احترامها والبحث عن أسبابها إذا اشتكى منها مريض القولون وهى :
1 ـ خروج دم مع البراز .
2 ـ نقص واضح فى الوزن وأنيميا .
3 ـ الإسهال لفترات طويلة .
4 ـ الارتفاع المستمر فى درجة الحرارة (وإن كان ارتفاعا بسيطا) .
انتبه إن ما تشكو منه ليس قولونا عصبيا ، لذلك وجب فحصك بدقة ، وعليك أن توافق فورا وبدون تردد .
* التأكد من تشخيص القولون العصبى
بالفحص الإكلينيكى ممكن أن نجد القولون متقلصا خاصة فى الجانب الأيسر أسفل البطن . وفى الحالات الشديدة قد نجد ذلك فى أكثر من مكان بالبطن .
أما فحص البراز فيجب أن يكون خاليا من الصديد والدم والطفيليات ولا يحتوى إلا على طعام غير مهضوم . وإذا وجدت مسببات أخرى بكتيرية أو طفيلية لها دور فعّال فى إثارة القولون مثل الدوسنتاريا الأميبية ، فيجب المبادرة بعلاجها لأنها قابلة للشفاء .
ويعتقد المريض أنه مصاب بالدوسنتاريا الأميبية التى ما زالت موجودة عند تحليل البراز فى كل مرة معتقدا أن ليس لها علاج ، والحقيقة أنها ليست السبب فيما يعانى منه من آلام ، ولكن الأساس فى ذلك هو قلقه ومخاوفه التى ليس لها حدود ، لأن التشخيص السليم لحالات الدوسنتاريا الأميبية المزمنة يأتى بفحص البراز فحصا معمليا ذو دقة كبيرة لأنها تتشابه فى شكلها مع كثير من الطفيليات الغير ضارة أو فضلات الخضروات أو قطرات الزيت تحت الميكروسكوب.
ولقد أكدت الأبحاث أن تشخيص الأميبا الضارة يجب أن يكون بفحص البراز بعد التبرز مباشرة حتى نرى هذا الطفيل وهو يتحرك ، وبذلك نتأكد بأن الإصابة الحالية ناتجة عن الدوسنتاريا الأميبية الحقيقية.
أما استخدام المنظار لفحص القولون أو عمل أشعة بالباريوم على القولون فلن يكشف أكثر من تقلص بالقولون مع غزارة المخاط ، كما أن المنظار يتميز عن الأشعة بإمكانية أخذ عينات من جدار القولون لفحصها ميكروسكوبيا ومعرفة دقائق أى إصابة موجودة ، لأنه ثبت وجود التهابات قولونية على مستوى الخلية قد تعطى أعراض تتشابه مع أعراض القولون العصبى .
وفائدة كل هذه الفحوص هو استبعاد أمراض القولون الأخرى التى يشك فيها المريض قبل الطبيب مثل أورام القولون أو تقرحات القولون ، وبذلك نتأكد أن المرض هو القولون العصبى .
العــلاج
أما علاج القولون العصبى فنظريا سهل لكن عمليًا صعب لأنه مستمر فى الحياة بلا نهاية ، ويختلف العلاج من مريض لآخر ، فالطبيب يجب أن يعالج كل مريض على حدة ، فالعلاج ليس واحدا لكل المرضى . إن القاعدة الذهبية فى علاج القولون العصبى أن نتذكر أنه لا توجد قاعدة . إن أهم عامل فى العلاج هو علاقة المريض بالطبيب وثقته فيه ، لأن هؤلاء المرضى دائما لديهم خوف من وجود أورام وهذا الوهم يجب أن نبعده عنهم نهائيا .
ويبدأ العلاج بالعلاقة المتفاهمة بين الطبيب والمريض التى أساسها الوضوح والثقة ، لذلك كان الإصغاء الكامل من الطبيب للمريض فى غاية الأهمية ، ثم عمل كل الأبحاث اللازمة للتأكد من عدم وجود أى مرض عضوى ، وهذا من أساسيات العلاج والشفاء دون دواء . كما يجب أن نتأكد ، بعد عمل الأبحاث اللازمة ، أن المشكلة هى الاضطراب الوظيفى فى القولون وغالبا ما يرجع ذلك إلى التوتر العصبى والكآبة التى يعيشها المريض ، أو لأسلوب الطعام الذى يتبعه ، فإن أمكن تصحيح هذا الخلل أمكن شفاؤه . لذلك كان الشفاء معتمدا على المريض ولا بد أن يعلم أنه طبيب نفسه بعد معرفة مشكلته، كما أن استمراره على هذا النمط الغذائى الجديد يكون بصفة مستمرة لأنه نوع من نظام الصيانة لجسده حتى يحافظ على الشفاء ، فمن غير المعقول أن يستمر على أخطائه اليومية مما يضطره لاستخدام العلاج طول العمر .
ولكى يكون المريض طبيبا لنفسه يجب أن يعلم فائدة كل دواء كما يلاحظ ما يفيده أو يضره من طعام . ومن أهم النصائح الغذائية الامتناع عن ملء المعدة بالطعام وعدم الأكل بسرعة وعدم المضغ بسرعة والحد من كثرة تناول النشويات مثل الأرز والمكرونة ، والحلويات مثل البسبوسة وغيرها من الحلويات الشرقية .
وينصح بعدم الإكثار من المسبك والمقلى والمحمر والابتعاد عن البصل والإقلال من الكرنب والقرنبيط .
ولقد لوحظ أن المأكولات الخالية من الألياف هى من أسباب القولون العصبى ، ويمكن تناولها فى الخضروات والفاكهة لأن ما بها من ألياف يسهل الهضم .. أما كثرة استخدام الألياف فهو يفيد المرضى الذين يعانون من الإمساك عن غيرهم .
وقد يستخدم مرضى القولون العصبى الردة (نخالة القمح) كعلاج للإمساك ، ولكن ثبت أن تناول نخالة القمح (الردة) مع الماء قد يؤدى إلى الانتفاخ وآلام البطن ، لذلك أصبح من الأفضل تناول الخبز والمخبوزات المحتوية على النخالة ، فقد ثبت أنها أكثر فائدة من مجرد تناول الردة .
إن خير علاج للإمساك هى السلطة الخضراء والخبز الأسمر وزيت الزيتون على السلطة مع كثرة شرب الماء .
أما الإسهال فيمكن أن يستجيب لتنظيم الطعام والامتناع عن اللبن الحليب والدهون ، كما أن التغيير فى نمط الحياة مهم وذلك باتباع النقاط التالية :
* تناول الطعام على ثلاث وجبات وفى أوقات ثابتة وبكميات متوسطة لا تؤدى لملء المعدة.
* البعد عن الدهون والأطعمة المسبكة والحريفة .
* الإقلال من الشاى والقهوة والمشروبات الغازية لأنها من المسببات الهامة لآلام القولون .
* البعد عن الانفعال والتوتر النفسى .
* إدخال الرياضة فى نظام الحياة . حقيقة ، إن الرياضة اليومية مثل المشى أعظم علاج نفسى لمرضى القولون لمن يواظب عليها .
غالبا بهذا الأسلوب الجديد والتعليمات الغذائية المذكورة ، والتأكد من التشخيص السليم للقولون العصبى فلا حاجة لك للدواء .. نعم ، إذا بلغت هذه الدرجة من الاقتناع فلا حاجة للدواء.
وإذا دعى الأمر للأدوية نظرا للمثيرات الغذائية أو النفسية التى يمكن أن يتعرض لها المريض ، فأول خطوة للعلاج السليم هو الاقتناع التام بعدم وجود مرض عضوى وهذا هو بداية الطريق للشفاء بإذن الله.
ويوجد نوعان من العلاج : العلاج الغير دوائى والعلاج الدوائى .
* العلاج الغير دوائى:
1 ـ تعديل نظام الحياة بعمل جلسات تدريبية للعلاج النفسى وتهدئة المريض وتعريفه بحقيقة المرض .
2 ـ نظام الغذاء : لا يوجد نظام غذائى موحد يشمل كل المرضى ، بل يتم تفصيل النظام الغذائى لكل مريض على حدة . وننصح المريض بعدم استخدام اللبن ومنتجاته لأنها تزيد الأعراض سوءًا ، كما لا يجب الإفراط فى كمية الألياف ، إن 20 ـ 30 جم يوميا كافى لاستعادة حركية الجهاز الهضمى وإنسياب الإخراج بسهولة، كما أنه ثبت أن الردة غير مجدية ويمكن استبدالها بالأعشاب البحرية مثل الأسبرجلس .
3 ـ العلاج البديل مثل الأعشاب الصينية واستخدام الخمائر البكتيرية مثل اللاكتوباسيلس .
ولقد ثبت أن زيت النعناع عندما يؤخذ على هيئة كبسولات قد يكون مفيدا لعلاج آلام البطن دون أى أضرار جانبية مثل الحموضة نتيجة ارتجاع المرىء . ووجد أيضا أن إضافة زيت الكراوية إلى زيت النعناع على هيئة كبسولات يكون أعظم علاج لآلام البطن . ويمكن تناول شراب النعناع لكن الإكثار منه يؤدى إلى الحموضة من ارتجاع المرىء فيجب على هؤلاء المرضى عدم استعماله ، ولقد ثبت أن زيت زهرة البابونج له تأثير فى القضاء على الجراثيم وآلام البطن والراحة النفسية ، لذلك يفضل تناول شاى زهرة البابونج مساءا قبل النوم حتى ننعم بنوم هادئ .
* العلاج الدوائى:
1 ـ ملينات تساعد على ليونة البراز مثل الأعشاب البحرية كالأسبرجلس والأسباجولا ، والتى تقلل الأعراض من 20 ـ 30 % .
2 ـ مضادات الإسهال مثل الإيموديم ، وهو يقلل عدد مرات التبرز لكنه لا يؤثر على آلام البطن .
3 ـ مضادات التقلص وهى تحسن آلام البطن وبخاصة التى تحدث بعد تناول الطعام .
* العلاج النفسى:
إن التوتر النفسى مثل الاكتئاب والانفعال يزيد من أعراض الجهاز الهضمى التى يشعر بها المريض . وأكثر الأعراض ظهورا فى هذه الحالة آلام البطن والإسهال وليس الإمساك ، وهى تحدث فى نوبات ليست مستمرة . ويفضل اسخدام مضادات الاكتئاب فى هذه الحالة وبخاصة ثلاثية الحلقة وبجرعة أقل من المعتاد ، فهى تفيد فى علاج آلام البطن . أما مشتقات السيروتونين فقد ظهرت حديثا وأثرها فى علاج القولون العصبى ما زال تحت البحث . ولقد وجد أن مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة تفيد حالات آلام البطن مع الإسهال ، بينما مشتقات السيروتونين تفيد حالات آلام البطن مع الإمساك . ولقد ظهرت أجيال أخرى حديثة من العقاقير وهى أكثر تخصصا فى علاج القولون العصبى ومنها تيجاسيرود وألوسيترون والسيلانسيترون.
ألوسيترون:
هو يفيد حالات القولون العصبى المصحوبة بالإسهال ، وهو حاليا يستخدم فى حالات النساء اللاتى يشكين من القولون العصبى مع الإسهال الشديد . وتشمل الأعراض الجانبية الإمساك الشديد وقصور الدورة الدموية للأمعاء مما جعل استخدامه الآن مقصورا على حالات الإسهال الشديد الذى لم يستجب لأى علاج لما له من أعراض جانبية , وهو حاليا تحت البحث
* علاج القولون العصبى ما بعد العدوى الميكروبية
علاجه يشبه علاج القولون العصبى تماما ، لو أن حالات الإسهال فى هؤلاء المرضى غالبا ما تكون نتيجة سوء امتصاص لأملاح الصفراء ، ويكون العلاج بأكياس كويستران . وممكن استخدام جرعات صغيرة من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة فهى تفيد فى حالات آلام البطن مع الإسهال . كما ثبت أن علاج التهاب القولون قد يكون له دورا فى هذه الحالات . وللعلم فإن 43% من هذه الحالات تشفى تلقائيا خلال 6 سنوات .
وأخيرا يمكن أن نوجز النصائح بأن العلاج النفسى وتنظيم الغذاء من أساسيات العلاج ، وأن الاعتدال فى نظام الحياة من أهم العوامل التى تساعد على الشفاء .