تستمر العمليات العسكرية في مناطق عدة من سوريا من الحدود التركية حتى الجنوب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت اكدت موسكو الاربعاء ان المعارضة السورية "لن تستطيع الحاق الهزيمة بالجيش السوري".
ورغم ابلاغ الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان مجلس الامن ان السلطات السورية وعدت ببدء تطبيق فوري لخطته الهادفة الى وقف اطلاق النار في البلاد، لا سيما سحب القوات العسكرية من الشارع في مدة اقصاها الثلاثاء المقبل، فان التطورات على الارض لا توحي بحصول اي تهدئة.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي من بريطانيا مع وكالة فرانس برس "حتى الآن من الحدود التركية حتى درعا العمليات العسكرية مستمرة، ولا يمكن الحديث عن انسحابات" لقوات النظام.
واضاف ان "الدبابات تدخل الى المدن والقرى وتقوم بعمليات ثم تعود الى قواعدها. هذا لا يعني انها انسحبت".
واشار الى حصول اقتحام هذا الصباح لقرية المزارب على الحدود الاردنية السورية في محافظة درعا (جنوب)، وقرية طفس في المحافظة نفسها.
وارتفعت حصيلة ضحايا الاربعاء الى 50 قتيلا بينهم 38 مدنيا واربعة منشقين وثمانية عناصر من القوات النظامية، في عمليات قصف واطلاق نار بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا.
وافاد المرصد ان عدد القتلى في محافظة حمص ارتفع الى "28 شخصا بينه 24 سقطوا خلال القصف واطلاق الرصاص على احياء القرابيص وجورة الشياح والغوطة والقصور والبياضة ودير بعلبة".
كما "استشهد ثلاثة مواطنين بينهم امراة اثر سقوط قذائف على بلدة تلبيسة، واستشهدت سيدة اثر اصابتها برصاص عشوائي بمدينة الرستن، وعثر على جثمان ممرضة تعمل في المشفى الوطني بحمص كانت قد اختطفت قبل ايام، وعلى جثامين ستة مواطنين مجهولي الهوية في ريف حمص الشرقي"، بحسب المرصد.
واضاف المرصد ان "4 مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة سقطوا خلال اشتباكات مع القوات النظامية التي حاولت اقتحام حي دير بعلبة".
وتابع ان "ثمانية عناصر من القوات النظامية قتلوا بينهم اثنان خلال اشتباكات في القصير والبساتين المحيطة بها، وستة خلال اشتباكات عند مداخل حي دير بعلبة بمدينة حمص".
وافاد المرصد في بيان آخر عن مقتل سبعة اشخاص في بلدة بيت سحم في ريف دمشق واصابة اخرين بجروح في انفجار وقع في احد مباني البلدة، من دون اعطاء تفاصيل اضافية.
من جهتها قالت وكالة الانباء الرسمية (سانا)،ان عبوات ناسفة انفجرت اثناء اعدادها من قبل "ارهابيين" في ريف
دمشق الاربعاء ما اسفر عن مقتل سبعة اشخاص وجرح اربعة اخرين.
وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل الاربعاء رجل مسن في مدينة خان شيخون اثر اصابته برصاص عشوائي.
وقتل السجين السياسي السابق في سجن تدمر احمد محمد العثمان وشقيقه المحامي عدنان محمد العثمان في اطلاق نار على سيارتهما من رشاش دبابة بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء قرب المشفى الوطني في مدينة معرة النعمان.
واقتحمت قوات النظام بلدة كفرعويد في المحافظة وبدات حملة مداهمات، واقتحمت ايضا قرية تفتناز حيث تم احراق منازل.
وذكر المرصد ان عبوة ناسفة انفجرت في حي برزة و"كانت موضوعة تحت سيارة رجل مقرب من النظام، ما اسفر عن انفجار السيارة واحتراق سيارات اخرى قربها".
من جهته، اصدر المجلس الوطني السوري المعارض بيانا اتهم فيها النظام السوري ب"ارتكاب مجازر متكررة من تهديم البيوت على ساكنيها وتهديم احياء كاملة في مدينة نفتناز والقيام بتصفيات ميدانية اثناء الاقتحامات للمنازل والقصف الصاروخي".
كما طالب باعلان مدينة نفتناز "مدينة منكوبة تنضم إلى المدن المنكوبة الأخرى".
وافادت وكالة الانباء السورية (سانا) ان "مجموعات ارهابية مسلحة" اضرمت النار الاربعاء في مستودع تابع لمنظمة الهلال الاحمر العربي السوري والحقت اضرارا به في حي القرابيص في حمص (وسط).
واضافت الوكالة ان "عناصر الدفاع المدني اخمدت الحريق الذي اتى على محتويات المستودع" لافتة الى ان "الاضرار اقتصرت على الماديات دون وقوع اصابات بشرية".
وندد الهلال الاحمر في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه "بشدة بالاعتداء".
وتجاوزت حصيلة القتلى في الاضطرابات الجارية في سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011 العشرة الاف، غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري.
سياسيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء خلال زيارة الى اذربيجان "من الواضح وضوح الشمس انه حتى لو تم تسليح المعارضة الى اقصى حد ممكن، فانها لن تتمكن من الحاق الهزيمة بالجيش السوري ولن نشهد عندها سوى مذبحة تستمر لسنوات طويلة ودمارا متبادلا".
وجدد وزير الخارجية الروسي انتقاداته لمؤتمر "اصدقاء الشعب السوري" الذي انعقد الاحد في اسطنبول، وقال ان "اصدقاء سوريا" يريدون ان "ترفض المعارضة المفاوضات، وقراراتهم تهدف الى تمويل وتسليح المعارضين وفرض عقوبات جديدة" على دمشق.
وطالب مؤتمر اسطنبول بوضع "جدول زمني" لخطة انان، واعترف بالمجلس الوطني السوري المعارض "ممثلا شرعيا" و"محاورا رئيسيا" عن الشعب السوري.
كما اكد مواصلة دعمه المالي والمادي لهذا الشعب، لا سيما على الصعيد الانساني.
من جهتها، اعلنت وزارة الخارجية الروسية الاربعاء، ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور روسيا، الحليف الرئيسي لنظام بشار الاسد، في 10 نيسان/ابريل، وان وفدا من حركة معارضة سورية سيأتي الى موسكو في 17 نيسان/ابريل.
كما طلب اسقف كاثوليكي معتمد في سوريا الاربعاء من اطراف النزاع السوريين التقيد ب "وقف فوري لاطلاق النار" في مناسبة عيد الفصح، واعلن دعمه خطة الامم المتحدة للسلام التي طرحها كوفي انان.
من جهته، اعلن وزير الخارجية التركي الاربعاء ان وزارة الخارجية التركية استدعت السفير الايراني في انقرة للاحتجاج على الانتقادات التي وجهتها طهران لمؤتمر اصدقاء سوريا الذي عقد الاحد في اسطنبول.
وينتظر ان يصل خلال الساعات القادمة الى دمشق وفد من الامم المتحدة لاعداد خطة نشر مراقبين محتملين في حال التوصل الى وقف اطلاق النار.
واعلنت رئاسة الجمعية العامة للامم المتحدة الاربعاء ان الموفد الخاص للامم المتحدة وللجامعة العربية كوفي انان سيشارك في الجمعية العامة الخميس عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة.
وتقضي خطة انان بوقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة وسحب القوات العسكرية وتقديم مساعدة انسانية الى المناطق المتضررة واطلاق المعتقلين تعسفيا والسماح بالتظاهر السلمي.
ويدعو مشروع بيان تعد له واشنطن وباريس ولندن في مجلس الامن دمشق الى احترام المهلة التي حددتها لوقف عملياتها العسكرية، والمعارضة السورية الى وقف القتال خلال الثماني والاربعين ساعة اللاحقة.
وزار رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كلينبرغر الاربعاء مدينة درعا السورية، مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري، للاطلاع ميدانيا على الواقع الانساني فيها.
وقال المتحدث باسم اللجنة في دمشق صالح دباكة لوكالة فرانس برس ان كلينبرغر توجه بعد ذلك برفقة رئيس منظمة الهلال الاحمر العربي السوري عبد الرحمن العطار الى مدن الشيخ مسكين وازرع ونوى (ريف درعا).
وقدمت اللجنة الدولية شاحنتين مليئتين بالغذاء والمستلزمات الصحية "تم تفريغها في مستودعات منظمة الهلال الاحمر في درعا" تمهيدا لتوزيعها، بحسب دباكة.
ووصل كلينبرغر الى دمشق مساء الاثنين والتقى الثلاثاء وزير الخارجية وليد المعلم وتم اتفاق على آلية للتعاون والتنسيق المباشر بين اللجنة ومنظمة الهلال الاحمر السوري من جهة وبين وزارة الخارجية والمغتربين من جهة اخرى.
المصدر : أ.ف.ب