الشروق : 24 - 02 - 2012
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] شهدت
الليلة الفاصلة بين الاربعاء والخميس مواجهات عنيفة بين قوات الأمن
ومجموعة من السلفيين داخل مدينة جندوبة نتجت عنها اصابات هنا وهناك وحالة
من الخوف والرعب لسكان المدينة.
بدأت حكاية التصعيد منذ صباح يوم
الثلاثاء وحين توجه عنصر من المجموعة السلفية إلى مقر شركة «أورونج» وسط
المدينة ودعا العاملات به لابدال ملابسهن بملابس أكثر سترة وقد تمّ استدعاء
الأمن الذي حضر على عين المكان ليصطدم بمجموعة كبيرة من السلفيين مسلحين
بهراوات وسكاين وقوارير «المولوتوف»، فتمّ الاعتداء على أعوان الأمن وتهشيم
سيارة أمنية ولاذوا بالفرار وتحصّنوا بمسجد «الحوايلية» بمدينة جندوبة.
تعزيزات ولكن...
أمام
هذا الموقف غير المشهود والمألوف بالمدينة تمّ استدعاء تعزيزات أمنية
مختلفة من العاصمة والمدن المجاورة والتي حضرت مساء الثلاثاء وكان الاعتقاد
سائدا بأن يتم اقتحام المسجد الذي تتحصن به المجموعة، لكن التعليمات
الفوقية جاءت عكس ذلك، فلم يتم الاقتحام وبقي الوضع على ماهو عليه بما ينبئ
بقادم أسوأ.
وفي الوقت الذي كان فيه أهالي المدينة الذين باتوا يعيشون
هاجس الرعب والخوف ينتظرون حسم الأمر وإعادة الوضع الى طبيعته بالمدينة
فتستعيد أمنها الطبيعي شنّت المجموعة السلفية هجوما مضادا ليلة الاربعاء في
حدود الساعة 23 و45دق، حيث تمّ حرق مركز شرطة «الحوايلية» والتوجه بعد ذلك
نحو ثكنة وحدات التدخل بالزغادية (نهج 2 مارس) في محاولة للاقتحام
مستعملين الهراوات والعصي والسيوف والزجاجات الحارقة فتصدّت لهم الوحدات
المتمركزة هناك باستعمال الغاز المسيل للدموع وتواصلت المواجهات الى حدود
الساعة الثانية صباحا وقد سجل المكان حضور تعزيزات أمنية متعدّدة
الاختصاصات والجيش الوطني وتمّت السيطرة على الوضع وتسجيل اصابات طفيفة في
قوات الأمن وتضرّر سيارة أمنية وكذلك إصابة عناصر من المجموعة التي تؤكد
مصادر أمنية بأنها تفوق المائة عنصر مسلح.
تواصل للكرّ والفرّ
تعزيزات
أمنية مكثفة شهدتها منطقة الأمن منذ صباح أمس الخميس بغاية وضع حدّ لحالة
الفوضى وإعادة الهدوء للمدينة، ولكن في حدود الساعة العاشرة صباحا توجهت
المجموعة السلفية المتكونة من حوالي مائتي فرد نحو منطقة الأمن حيث تصدّت
لها قوات الأمن مستعملة القنابل المسيلة للدموع على مستوى شارع النخيل
(مفترق 20 مارس). مما أجبر المجموعة المسلحة بالسيوف والهراوات والزجاجات
الحارقة للتفرّق الى وجهات مختلفة وتواصلت المطاردات والكرّ والفرّ الى
حدود منتصف النهار وقد أحكمت القوات الأمنية سدّ المنافذ المؤدية لمقرّ
منطقة الأمن الوطني والولاية والمراكز الحكومية والمسؤسسات.
تداعيات الوضع
الوضع
سبّب حالة من الرعب والخوف للمتساكنين واضطرار الكثيرين للقبوع بمنازلهم
خوفا من حصول أي مكروه كما أغلقت عدّة مؤسسات تجارية بالمدينة مما عطل
الحركة الاقتصادية.