منقول
نشر في صحفيو صفاقس يوم 28 - 10 - 2012
رفض أن يساعد أمها ماديا لاقتناء خروف العيد، فكان هو الأضحية بأكادير،
نحرته زوجته فجر يوم السبت ما قبل الماضي من الوريد إلى الوريد، عندما كان
ثملا فوق سرير النوم بحي الموظفين. زوجان عاشا تاريخا من الصراع، أنهته
الزوجة بجريمة بعدما رفض زوجها الميسور مساعدة حماته على تدبر قيمة العيد
المادية، بدعوى أن بطاقته البنكية غير جاهزة للسحب.
كان الحال يوم جمعة
بعد الزوال، حاولت الزوجة قدر الإمكان استعطافه وأن تقنعه بمساعدة الأم على
تدبر ثمن الخروف، تقطن بالقنيطرة رفقة أخواتها بمنزل بسيط، غير أن كل
المساعي قوبلت بالرفض، فقررت التوجه رفقة ابنهما، أول العنقود البالغ من
العمر 14 شهرا إلى الكورنيش لتزجية الوقت، وعند الغروب عادت إلى البيت،
ووجدت الزوج مازال منشغلا بتقطير ماء الحياة واستهلالكها، وتروي كذلك أنها
شاهدت فتاة سمراء تنسحب من فوق فراش الزوجية مازاد من حنقها، خصوصا بعدما
رفض مساعدة اسرتها، وأصر على تبدير أمواله في الخيانة الزوجية، وشرب الخمر.
تقول الزوجة أنها وبخته على فعله بينما تشبث هو بكون الفتاة من معارفه
السابقة وأنها تبحث فقط عن الكراء.
الخروف والخيانة سيشعلان ليلة الجمعة
والسبت: شجار، وسب متبادل، وأقذع النعوث يتقاذفها الزوجان بينهما على مسمع
ابنهما ذي 14 شهرا. ووصل الخصام حد رميها بقينة مليئة بعصارة ماء الحياة
التي يعدها بالبيت فاصطدمت القنينة بجدار الغرفة، كما رماها بكأس فارغة
أصابت يدها اليمنى.
كان الوقت تجاوز الثانية صباحا، الزوجان مازالا
يتخاصمان، على خلفية رفض المساعدة ” في العواشر” والفتاة السمراء التي دخلت
البيت في غيبة الزوجة وابنها الصغير.وصل احد الشجار الليلي أن سألت الزوجة
شريكها ” واش باغي نقتلك هاذ الليلة؟ غير أنه لم يابه لتهديدها، واستمر في
شتمها وإهانتها وتذكيرها بماضيها. وكان الصغير هو الوحيد الذي يجد فيه
الأبوان فرصة للمداعبة، كل واحد ينتزعه من الآخر. وفي لحظة غضب جارف شتم
الزوج وهو في سكر طافح المتهمة بقوله، واصفا إياها ب”الفاجرة، وأنه انتشلها
من الشارع، ونعث أمها بالمتسوله” فلم تتردد في التوجه نحو المطبخ لتحضر
سكينا، وتوجهت نحو الغرفة حيث يتناول الخمر، وجدته ممدا على طرفه الأيسر
فسددت ضربتها الأولى المفاجئة نحو الطرف الايمن من قفصه
الصدري، بسرعة قبض عليها من شعرها، فوجهت له ضربات غير مركزة أصابت جبهته
وشفته وذقنه، ظل يقاوم محاولا أن يحكم قبضته بها، غير أنها كانت أكثر وعيا
وقوة من زوج مترنح بسبب كمية الخمرة التي هرقها في جوفه.
بعد عراك تمكنت
من أن تنزع شعرها من أصابعه، فوجهت إليه الضربة القاضية بذبح من الوريد،
طعنة قاتلة تبعها ” شخير” الموت، ليفارق الحياة وظلت عيونه جاحظة، فعادت
إلى الغرفة بعدما غادرتها لتغلق جفونه.
خمد هدير الزوج، وانتهى صراخه،
لم يبق غير لغو الصغير، وأم تفكر فيما ستفعله، ناولت طفلها طعامه فنام،
وبقيت هي شاردة البال وهي تتناول أقداحا من الخمرة المعدة من قبل زوجها إلى
أن علا صوت آذان الفجر. بعدها ستعود لتفتش جيوبه وعثرت على مبلغ نقدي يكفي
لتصل أولاد تايمة حيث تقيم أمها، وأختها المتزوجة.
استمرت
في تأملاتها إلى غاية السادسة والنصف صباحا، ارتدت ملابسها وحملت أغراض
الصبي، فخرجت وهاتفت أختها، أخبرتها بما اقترفته يدها تلك الليلة، فاقترحت
عليها أن تأتي إلى أولاد تايمة
حالا. وفي حدود الثامنة صباحا كانت ببيت الشقيقة، فقد شعرت أن الزوج ذهب
قبل خروف العيد، وخمد هديره إلى الابد، بقي لديها فقط طفل في عمر الملائكة
خافت أن يضيع بأكادير عند اعتقالها، فسلمته لشقيقتها المستقرة رفقة زوجها.
زوج الأخت في الحال توجه لدى مفوضية أمن أولاد تايمة
وأخبر بما فعلته شقيقة زوجته، فجاء الأمن لاعتقالها، لم تتردد لأنها كانت
بانتظار الشرطة، ارتدت جلبابها، ووضعت لحافا على رأسها ثم طبعت قبلة الوداع
على الصغير، لتنقل إلى أكادير حيث انتظرتها التحقيقات بولاية الأمن وأعادت تمثيل وقائع ليلة انتهت بذبح الزوج.