أعلنت الأجنحة العسكرية للتنظيمات الفلسطينية المختلفة بأنها وجهت أكثر من 350 صاروخا حتى صباح أمس في عملية رد أطلقت عليها «حجارة سجيل» في مواجهة «عمود السحاب» التي بدأت باغتيال الجعبري.
وتفتح العملية الإسرائيلية والرد الفلسطيني على احتمال خروج العملية عن الأهداف الموضوعة لها مسبقا، والفترة الزمنية المحددة مما ينذر بزيادة الاحتقان في المنطقة التي تغلي على وقع المخاطر من توسع الصراع السوري في الشمال.
واللافت أن الطرفين استخدما مصطلحات ورموزا دينية لعملية الاستهداف والرد، فالجانب الإسرائيلي استخدم عمود السحاب الوارد ذكره في التوراة في سفر الخروج، والذي يذكر أن «الرب كان يسير أمام جماعة بني إسرائيل، على شكل عمود سحاب في النهار، كي يهديهم، أما في الليل، فكان يتحول الى عمود نار، كي يضيء لهم»، ويستطيعون المشي ليلا ونهارا هربا من بطش فرعون أثناء خروج بني إسرائيل في مصر.
واسم العملية باللغة العبرية «عمود هاعنان» وهي عبارة مجازية وليست اصطلاحية، وهي مستوحاة من العبارات التوراتية التي تتعلق بضياع اليهود في صحراء سيناء وعلى شواطئ البحر الأحمر لمدة 40 عامًا حين عاقبهم الرب عز وجل.
والمعنى المجازي لهذه العملية «العقاب السماوي» وهي إحدى العقوبات السبع التي أنزلها الله على بني «إسرائيل» لأنهم لم ينفذوا أوامره ولم يستجيبوا لدعوات النبي موسى بن عمران.
وباللغة العربية يمكن ترجمتها «عمود السماء»، في إشارة إلى الضياع وعدم اليقين وليست الترجمة الحرفية التي نشرت في بعض وسائل الإعلام مثل عمود السحب أو سحابة الغيث أو السحابة التي تمطر أو غيرها.
واستخدمت حماس إسم «حجارة سجيل» في كناية عما ورد ذكره في سورة الفيل في القرآن عما فعل الله بأبرهة الحبشي وجيشه عندما كانوا في طريقهم إلى تدمير الكعبة في القرن السادس الميلادي.
ولا يبدو حسب قناة «روسيا اليوم» أن عمود السحاب الحالي سيهدي إسرائيل إلى الطريق القويم، بل سيعزز تخبطها الاستراتيجي على خلفية ما يجري في البلدان العربية، كما أن نار القذائف والصواريخ في الليل والنهار يمكن أن تحرق إضافة إلى الفلسطينيين كثيرا من سكان القرى والمدن الإسرائيلية الواقعة في الجنوب والوسط. ولا يمكن الاهتداء بـأعمدة النار والدخان كوصفة للنجاة من الأوضاع التي تعيشها المنطقة.
وفي المقابل فإن صواريخ «حجارة سجيل» الفلسطينية وإن استطاعت أن تلحق خسائر بشرية في صفوف الاسرائيليين إلا أنها مازالت عاجزة عن تحقيق ردع كامل يمنع تكرار إعتداءات إسرائيل على القطاع، وتحتاج إلى دعم عربي يمنع تدمير غزة وقتل أبنائها، وتحتاج قبل كل شي إلى توحيد كلمة الفلسطينيين ومنع الإنقسام حتى تحمي غزة والضفة والقدس من بطش الآلة العسكرية الإسرائيلية على حد قول القناة الروسية.