نشر في الشروق يوم 20 - 11 - 2012
في «حومتنا زطلة» في «زنقتنا زطلة»، في حيّنا، في أنهجنا، في أزقّتنا، في ساحتنا، في أمخاخنا زطلة.
في مدارسنا وربما في روضتنا ومعاهدنا وجامعتنا زطلة، في أركاحنا الثقافية وملاعبنا الرياضية زطلة، في أسواقنا زطلة وحبوب هلوسة وكل ربيع ونحن زاطلون.
احدى الدراسات التي خرجت للتوّ تقول إن 12 على 30 تلميذا وتلميذة أدرجوا ضمن موادهم الدراسية مادة الزطلة وتفانوا واجتهدوا فيها وواظبوا عليها كما لو كان ضاربها يفوق كل الضوارب لكل المواد المدرسية وخاصة منها مادة التربية المضروبة في الصميم بضربة الضارب. ويبقى السؤال هل يتلقّى هؤلاء التلاميذ الزاطلون دروسا خصوصية في مادة الزطلة وبأي ثمن يدفع بالتقسيط علي مدى العمر؟
أكيد أن ضارب مادة الزطلة أرفع من كل الضوارب وهو ما جعل التلميذ ضاربا والمربي مضروبا في القسم والشارع والساحة وكل موسم دراسي ونحن زاطلون ب«الشيرة» لا بالاستشارة مادامت «الشيرة» في متناول صغارنا وكبارنا وتسجل حضورها في الأسواق أكثر من الحليب والسكر والبطاطا والمعدنوس والسلق وكل موسم فلاحي ونحن زاطلون. و«سنين دائمة في كل مطلع فجر تطالعنا الأخبار بإحباط عمليات تهريب للقناطير المقنطرة من الزطلة قد تكون هي الفائض عن الاكتفاء الذاتي وقد تكون هي المخزون الاحتياطي لتعديل الأسعار في أسواق الهلوسة في أكثر من مدرسة أصبح التلميذ يرفع «صبع الزطلة» للجواب عن أسئلة المربي عوض السبابة.
في كل محكمة كلما نادى المنادي «فُتحت الجلسة» إلا وحضر الزاطلون واستغاثوا «ظروف سيدي الرئيس» وقدم المحامون الأعذار وطلبوا التخفيف.
في الرياضة زطلة ورياضيون زاطلون والعقل السليم في الجسم السليم، وكل موسم رياضي ونحن زاطلون، في الفن زطلة وفنانون زاطلون وفي كل موسم ثقافي ونحن زاطلون.
آخر ما سمعته على احدى القنوات التونسية الخاصة أن أكثر من مليون ونصف المليون شخص استمعوا الى أغنية تتغنّى بالزطلة عبر شبكات الاتصال الحديثة كان هذا الحديث عن الفن والسياسة في هذه القناة فهل كان المقصود هو الشهادة على أن هذه الأغنية هي أشهر أغنية لكل مستمع أم هي مقدمة لبعث حزب للزطلة ؟