في
تحقيق أنجزه مراسلها في جنيف كشفت جريدة »لوبوان » الفرنسية ليوم 6 ديسمبر
أسرارا عديدة عن علاقات بين قياديين من تنظيم الإخوان المسلمين » المصري
وجهات استخباراتية أمريكية على رأسها وكالة الاستخبارات المركزية (السي آي
إي)ارتأينا ترجمته ونشره تعميما للفائدة وبحثا عن النقاش المفيد.. (ترجمة: أصطرلاب)

لطالما ساندت المخابرات المركزية الأمريكية تنظيم الإخوان المسلمين الذي
تأسّس سنة 1928. والصندوق رقم E4320 في الأرشيف الفدرالي في جنيف يخصّ سعيد
رمضان وهو زوج ابنة حسن البنّا مؤسس التنظيم الإخواني في مصر..وعند لجوء
سعيد رمضان إلى جنيف هاربا من نظام عبد الناصر سنة 1959 أسّس المركز
الإسلامي بجنيف، وهو أوّل معهد من نوعه في أروبا. وكان سعيد من بين مؤسسي
الرابطة الإسلامية العالمية التي يقف وراءها السعوديون. وتفيد وثيقة سرّية
لمصالح المخابرات السويسرية بتاريخ 17 أوت 1966 « تعاطف » البوليس الفدرالي
لأمن الدولة مع سعيد رمضان. وتضيف : » إنّه من الواضح جدّا أنّه يحظى
بعلاقات جيّدة للغاية مع الأنقليز والأمريكان ». وثيقة أخرى من نفس الصندوق
بتاريخ 5 جويلية 1967 كانت أكثر دقّة عندما تقدّم سعيد رمضان بوصفه « عون
استخبارات للأنقليز والأمريكان، كما أعتقد أنه قدّم خدمات في مجال
المعلومات للبوليس الفدرالي لأمن الدولة، بل إنّ اجتماعا ترأسه رئيس
المصلحة بالنيابة العامة يوم 3 جويلية 1967 قرّر إسناد بطاقة إقامة لسعيد
رمضان فيما كان مقرّرا طرده من الأراضي السويسرية يوم 31 جانفي 1967، فماهي
أسباب هذا التسامح؟ أهو إمكانية أن يصل أصدقاء سعيد إلى السلطة في بلد أو
آخر من البلدان المعتبرة اليوم اشتراكية أو تقدّمية »؟؟

سعيد رمضان والرئيس الأمريكي

هذه الوثائق التي صارت في متناول الباحثين تذهب في الاتجاه نفسه الذي يذهب
إليه كتاب صدر في سبتمبر 2012 للصحفي الأمريكي إيان جونسون الحاصل على
جائزة بوليتزر وعنوانه: مسجد في ميونيخ، النازيون والسي آي إيه وصعود
الإخوان المسلمين في الغرب. ويكشف الكتاب أنّ الألمان قد استعملوا خلال
الحرب العالمية الثانية كلا من الشيشان والكازاخستانيين، والأوزبك الذين
يعيشون في الاتحاد السوفييت ضدّ الشيوعيين الملحدين. وأنّ الأمريكيين سرعان
ما ورثوهم في ذلك بدعم الإسلاميين ضدّ الكتلة الشيوعية وتوابعها..ففي 1953
تمّت دعوة وفد من المسلمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واستقبل الوفد
في البيت الأبيض، ومن بين أعضائه سعيد رمضان. وفي 28 أكتوبر 2012 في مقال
بعنوان « الدور المحرّك لسعيد رمضان » على الموقع الالكتروني باللغة
الفرنسية(أُمّة.كوم) نشرت صورة تبرز الرئيس دويت إيزنهاور محاطا بأعضاء
الوفد ويظهر سعيد رمضان على يمين الرئيس. وكان إيزنهاور يعتقد أنّه في
علاقته بالقادة العرب « اعتقادنا في الله ينبغي أن يفرض علينا هدفا مشتركا:
الصراع ضدّ الشيوعية وإلحادها » كما يقول إيان جونسون في كتابه. وبعد
سنوات نجد سعيد رمضان اللاجئ في أروبا يتعامل مع بوب دريهر عون المخابرات
المركزية الأمريكية المقيم في ميونيخ.

أطروحة حول الشريعة

في 1959 أحرز سعيد رمضان شهادة الدكتوراه في الحقوق من جامعة كولونيا
بأطروحة حول الشريعة الإسلامية: انفتاحها وإنصافها. وكان يتشوّق إلى أن
يمدّ نفوذه على أروبا كلّها « لدى إقامته في جينيف كان يرنو إلى ميونيخ
البعيدة عنه مقدار يوم من السير، بمثابة المكان الأمثل لإقامة ما يمكن
اعتباره قاعدة متقدّمة » كما نقرأ في كتاب مسجد في ميونيخ. فهل كانت وكالة
السي آي إيه هي من يموّل بشكل مباشر سعيد رمضان والإخوان المسلمين في
أروبا؟

لا يفقد إيان جونسون حذره في الإجابة عن هذا السؤال، فجزء
من الأرشيف السويسري ما زال غير ممكن الاطلاع عليه ولكن » كلّ شيء يؤكّد
أنّ دريهر والمكومبيل كانت على ذمّتهما كلّ الإمكانيات المالية والسياسية
لدعم الممثّل الأساسيّ للإخوان المسلمين في أروبا »..(امكومبليب هي اللجنة
الأمريكية للتحرّر من البلشفية American Committee for Liberation from
Bolshevism)

كان يقود سيارة كاديلاك

يميل ريني رابا
المسؤول السابق عن العالم العربي الإسلامي في وكالة الأنباء الفرنسية إلى
اعتبار سعيد رمضان ويعمل بالوكالة لفائدة الأردن والسعودية، وكدليل على ذلك
فإنه وهو المصريّ الجنسية، كان يستعمل جواز سفر دبلوماسيا أردنيا في
تحركاته..ويبدو أنّ زوج ابنة حسن البنّا لم تكن تعوزه التمويلات، مسجد في
ميونيخ، سيارة كاديلاك..وقد توفّي سعيد في جنيف سنة 1995 وهو والد الباحث
في الإسلاميات طارق رمضان، ووالد هاني رمضان الذي خلفه في المركز الإسلامي
بجنيف . وقد سألناه عن علاقات والده المفترضة بالمخابرات الأمريكية
والأروبية فرفض الإجابة.

(*) Ian Johnson, Une mosquée à Munich. Les nazis, la CIA et la montée des Frères musulmans en Occident, JC Lattès

المصدر : موقع الاصطرلاب


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]