صدق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه و سلم
جاء في بعض الأحاديث ما يدل على أن موت
الفجأة يكثر في آخر الزمان، وهو أخذة غضب للفاجر، وراحة للمؤمن، فقد يصاب
المؤمن بموت الفجأة بسكتة أو غيرها ويكون راحة له ونعمة من الله عليه؛
لكونه قد استعد واستقام وتهيأ للموت واجتهد في الخير فيؤخذ فجأة وهو على
حال طيبة على خير وعمل صالح، فيستريح من كرب الموت وتعب الموت ومشاق
الموت، وقد يكون بالنسبة إلى الفاجر قد يقع هذا بالنسبة إلى الفجار وتكون
تلك الأخذة أخذة غضب عليهم، فوجؤوا على شر حال. نسأل الله العافية، ونعوذ
بالله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تسارعت وتيرة الموت الفجئي خلال السنوات الأخيرة ببلادنا وخاصة بالولايات
الكبرى بسبب الضغط والروتين وما يعبّر عنه بـ”الستراس”، فأصبح الموت الفجئي
من أمراض العصر التي كان تنبأ بها الرسول الكريم في أحد أحاديثه وأكدها
الأطباء في العالم وأجروا حولها دراسات، لتحديد أسبابها الرئيسية فتبين أن
الأزمات القلبية والجلطات الدماغية أهم سببين للوفاة المفاجئة.
وقد سجلت سبع ولايات تونسية ـ وهي سبع ولايات فقط ـ وهي تونس ومنوبة وبن
عروس وأريانة وبنزرت وزغوان وجندوبة في الفترة الممتدة بين يومي 29 ديسمبر
الفارط و5 جانفي الجاري 21 حالة وفاة فجئي، نقلت جثث أصحابها المنتمين
للجنسين ولمختلف الأعمار إلى قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي شارل نيكول
بالعاصمة بإذن من السلط القضائية لفحصها وتحديد أسباب الوفاة على اعتبار
أن جل الوفايات الفجئية تسجل ضمن الوفايات المسترابة.
5 وفايات فجئية في بن عروس
ففي بن عروس فارق خمسة أشخاص بينهم رضيعة الحياة في ظروف مسترابة وبصفة
فجئية، وقد أفادنا مصدر مطلع بأن رضيعة عمرها خمسة أشهر توفيت يوم 29
ديسمبر الفارط بمنزل والديها بجهة المحمدية وقد عثر عليها مفارقة للحياة
داخل فراشها، ورجح مصدرنا أن يكون سبب الوفاة”سرقة”، كما توفي شاب في
الثالثة والعشرين من عمره فجأة يوم 31 ديسمبر الفارط بجهة المدينة الجديدة
بعد أن أغمي عليه، وبعد ثلاثة أيام فقط أي يوم 3 جانفي الجاري سجلت نفس
الجهة وفاة فجئية ثانية لكهل في الخمسين من عمره بينما كان داخل منزله فيما
توفي بضاحية الزهراء يوم 3 جانفي شيخ متقاعد حال وصوله إلى المستشفى
متأثرا بآلام حادة ومفاجئة في الرأس، وفي نفس اليوم فارقت إمرأة مسنة من
مواليد سنة 1929 الحياة حال وصولها إلى المستشفى بعد إصابتها بحالة إغماء
فجئي بينما كانت بمحل سكناها بالمحمدية.
ولاية تونس الأولى
احتلت خلال هذه الفترة الممتدة بين 29 ديسمبر 2012 و5 جانفي 2013 ولاية
تونس المرتبة الأولى في عدد الوفايات المفاجئة بتسجيل ثمان حالات إحداها
لفتاة فرنسية الجنسية، وحسب مصدرنا فإن خمس من بين هذه الحالات سجلت في
اليوم الاخير من العام الفارط(31 ديسمبر) ففي باب سويقة بالعاصمة توفي شيخ
في الثانية والسبعين من عمره بعد أن فقد الوعي فجاة، وفي ضفاف البحيرة
بالضاحية الشمالية للعاصمة فارقت فتاة فرنسية من مواليد 1983 الحياة بطريقة
مفاجئة عندما كانت مصابة بنزلة برد، وفي فندق الغلة توفي فجأة كهل من
مواليد 1955 بينما كان في الطريق العام فيما تم العثور في نفس اليوم على
إمرأة مسنة من مواليد 1932 جثة هامدة في فراشها بمحل سكناها بضاحية قرطاج،
كما توفي كهل من مواليد 1954 فجاة وسط الطريق العام بنهج كولونيا بالعاصمة.
في ولاية تونس سجلت ثلاث حالات إضافية الأولى لكهل من مواليد عام 1959 إثر
إصابته بأزمة قلبية بسيدي البشير والثانية لكهل من مواليد 1972 بعد سقوطه
في الطريق العام بجهة المنزه والثالثة لنجار من مواليد سنة 1964 عثر عليه
يوم 4 جانفي الجاري في ورشة عمله بجهة الكرم.
حادثتان في بنزرت
ولاية بنزرت بدورها شهدت حادثتي موت فجئي وذلك بكل من جهتي منزل جميل
وسجنان، ففي منزل جميل داهم الموت الفجئي يوم 30 ديسمبر كهلا من مواليد
1958 بينما كان داخل حقل فلاحي بأحواز الجهة، أما في سجنان فقد عثر على جثة
كهل من مواليد 1957 ملقاة وسط الحشيش بضيعة فلاحية بعد أن داهمه الموت.
3 حالات في منوبة
بدورها سجلت ولاية منوبة خلال نفس الفترة ثلاث حالات للوفاة الفجئية بينها
واحدة لشاب، وحسب نفس المصدر فإن شابا من مواليد سنة 1976 بمنوبة المدينة
فارق الحياة فجأة إثر إصابة بحالة إغماء مفاجئة بعد أن تناول قطعة خبز يوم
29 ديسمبر الفارط، وبعد يوم واحد شهدت مدينة طبربة حالة وفاة فجئية بعد
وفاة شيخ من مواليد 1941 وهو جالس على كرسي بمنزل أحد أقاربه بالجهة، كما
شهدت جهة وادي الليل يوم 31 ديسمبر الفارط حادثة مماثلة إثر وفاة شيخ في
الستين من العمر حال وصوله إلى مستشفى الرابطة.
حالات متفرقة
وشهدت بقية الولايات وهي أريانة وزغوان وجندوبة ثلاث وفايات فجئية، فبجهة
أريانة الشمالية عثر يوم 3 جانفي الجاري على فتاة في الثانية والعشرين من
العمر جثة هامدة في فراشها، فيما فارق شاب من مواليد 1977 الحياة فجأة
بمنزله بمدينة الفحص بعد أن فقد الوعي، أما في وادي مليز فقد عثر على جثة
شيخ من مواليد 1934 ملقاة داخل محل سكناه الذي يقطنه بمفرده.
يذكر أن مصالح الأمن والحرس بمختلف هذه المناطق فتحت محاضر بحث في الوفايات
المسترابة التي جدت بمرجع نظرها بإذن من السلط القضائية بعد إيداع جثث
المتوفين مصلحة الطب الشرعي.