وادي مجردة يتحول عن مساره ويجتاح معتمدية مجاز الباب وتواصل إجلاء متساكني عدد من الأحياء السكنية والأرياف
الأربعاء, 02 نوفمبر 2011 12:41
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]باجة (وات/) - يتواصل حاليا بمعتمدية مجاز الباب من ولاية باجة اجلاء المتساكنين الذين غمرت المياه مساكنهم نتيجة فيضان مياه وادي مجردة وتحوله عن مساره على مدى اكثر من 15 كلم منذ ليلة امس الثلاثاء.
وقد شرع في اجلاء متساكنى الأحياء السكنية والأرياف الواقعة على ضفاف وادي مجردة على غرار حي بالحسين وحي السوق وحي القمح وحي الباهي بمدينة مجاز الباب ومتساكنى مناطق قريش الوادى وولجة المواطيس وأولاد الرياح والتوتة المحاذية لوادي مجردة.
كما تم ايواء قرابة 100 شخص بالقاعة المغطاة ودار الشباب بمدينة مجاز الباب وتمكينهم من عديد المرافق من ماكل وملبس واغطية وحشايا، فى حين رفض عدد كبير من الاهالى مغادرة منازلهم واختاروا الاسطح ملاذا لهم.
وتعطلت كذلك الدروس بمجاز الباب نتيجة عدم تمكن التلاميذ من الالتحاق بالمؤسسات التعليمية التي غمرتها المياه الى جانب عدد من المنشات الحيوية ومنها مقر المعتمدية.
وقد تجندت أعداد كبيرة من اليات الجيش الوطني والحماية المدنية لحماية المتساكنين ونجدتهم عبر نقلهم بالزوارق من ضفة الى أخرى حيث تحول جزء كبير من مجاز الباب الى مدينة عائمة فى حين تدافع السكان واصطفوا على طول ضفاف وادى مجردة وخاصة قرب القنطرة المرادية بدافع الفضول لمتابعة تطورات الاحداث ومشاهدة سيلان الوادي.
وقد أكد المندوب الجهوى للفلاحة بباجة عبد الجليل بالحسن ان قوة دفع المياه وصلت الى أكثر من 700 متر مكعب فى الثانية بينما تبلغ طاقة احتمال الوادى ما بين 350 و400 متر مكعب كحد أقصى وهو ما يمكن مقارنته بالفيضانات التى عرفتها المنطقة سنة 2003 مضيفا أن مياه الوادي غمرت أيضا مناطق شاسعة من الاراضى الفلاحية لم يتم تحديد مساحتها بعد.
ويطالب المتساكنون بحلول جذرية لحمايتهم من فيضان وادي مجردة حيث أكد عدد منهم لمراسلة "وات" بالجهة أنهم سئموا هذا الوضع الذي يهدد حياتهم وممتلكاتهم كلما هطلت الأمطار وارتفع منسوب الوادي.
وفى هذا السياق قالت فاطمة الحامدى احدى متساكنات حي بالحسين "اننا نعيش فى رعب مع كل موسم أمطار ونريد تعويض منازلنا" وهو ما أكده عبد الله الغربي من متساكنى حي السوق قائلا "انا عامل يومي ليس بامكانى مغادرة منزلي وليس أمامي من حل بديل لضيق الحال سوى انتظار لفتة كريمة ممن يؤلمه حالنا".
أما نجاة الطرابلسي وهي من متساكنى حي المرداسي وتم ايواؤها بالقاعة المغطاة مع أطفالها الثلاثة فتحدثت بعيون دامعة قائلة "لقد جئنا ليلة أمس حفاة أنا وعائلتى وأولادى وجيرانى بعد ان فقدنا كل ما نملك واستغثنا بالجيش فارين من الموت".
وقد أكد معتمد مجاز الباب محمد بن دهماني أنه تم تكثيف الجهود لتقديم المساعدة اللازمة للمتضررين من هذه الفيضانات وأن التدخلات الميدانية متواصلة ليلا نهارا مشيرا الى أن من الحلول الجذرية بعيدة المدى التي تم تقديمها لمعالجة هذا الاشكال دراسة لتحويل مجرى وادى مجردة اقترحتها بعثة يابانية بعد معاينة الوضع.
وقد أكدت المديرة الجهوية للصحة رفيقة قياس انه تم تركيز فرق صحية قارة بمراكز ايواء المتضررين لتقديم العناية الصحية لهم ملاحظة أن حالتهم النفسية سيئة.
يشار الى ان وادي مجردة يعد من اهم أنهار تونس الدائمة المنسوب وتقع على ضفافه أخصب الاراضي. وهو ينبع من الجزائر ليلقي بمياهه في البحر الابيض المتوسط على مستوى خليج تونس على طول 460 كلم منها 350 كلم بالتراب التونسي.