يوم
29 يناير 2013
مدونة "الثورة نيوز": أفاد مدير الامن الرئاسي الأسبق علي السرياطي خلال
جلسة إستنطاق بخصوص قضية الشهيد عمر الحداد وجرحى قرقنة وصفاقس بأنّ الرئيس
السابق بن علي اتصل به يوم 9 جانفي 2011 طالبا منه أن يحضر في وزارة
الداخلية في إطار اللجنة المشتركة للمخاطر ومجابهة الكوارث وهي لجنة موجودة
منذ زمن بورقيبة وليست بخلية متابعة لأنّ "خلية المتابعة مهمتها متابعة
وحداتها ميدانيا وأنا لا املك وحدات على الميدان" على حد تصريحه وذلك لطرح
ثلاثة مواضيع.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وأضاف
السرياطي موضّحا بأنّ اللجنة التي حضرها قرابة 25 شخصا تواجد فيها أمين
عام التجمّع المنحل محمد الغرياني بهدف التعهّد بتأطير المظاهرات وإنشاء
لجان يقظة في لجان التنسيق ومقرات الشُعب لمنع التصادم بين المواطنين وقوات
الامن بالإضافة إلى درس مخطّط تأمين وانتشار الجيش والتنسيق بينهم مع
تحيين المعطيات الجديدة وإخراج وحدات التدخّل من تالة والقصرين بحكم أنّ
الرئيس السابق أرسل بعض المسؤولين في إطار التهدئة إلى هذه الجهات لأنّ عدد
أعوان وحدات التدخل كانوا 600 عون وجب وضع مكانهم 600 عون حرس لكن لم
يتوفّر منهم سوى 200 عون –حسب قوله-، مضيفا أنه"من هنا طُرحت مسألة تغيير
زي وحدات التدخّل وتركهم بإعطائهم زي الحرس وقد تم يوم 9 جانفي تكليف الحرس
لجلب عينة من اللباس".
بن علي ومغادرة البلاد
السرياطي تحدّث أيضا عن يوم 14 جانفي2011 عندما كان موجودا بالقاعدة
العسكرية الجوية بالعوينة وقال إنه اتصل برئيس أركان الطيران كي يسمح له
بالدخول إلى المطار أين توجد الطائرة الرئاسية دون أن يعلم أحدا بأنّ
الرئيس السابق بن علي كان موجودا معه وقد ترك الرئيس السابق نظارته على
مكتبه وكذلك حقيبة دوائه، وبسط السرياطي له طبيعة الوضع قائلا:"استحضرت
يومها سيناريو سنة 2009 تاريخ الإنتخابات الرئاسية وعدت بالذاكرة إلى ما
كان يردّده لي بن علي بخصوص أنه لا يفكّر إلاّ في عائلته قبل أن يفكّر في
تونس التي باتت في تلك الأيام تحترق، فقلت له بأنّ السلاح يُسرق ومنازل
الطرابلسية تتعرّض للحرق ولم يبق سوى القصر المستهدف فقمت بتخويف بن علي
ولا هدف لي وقتها سوى خروجه من البلاد لتهدئة الأوضاع وآخر كلمة قالها لي
الرئيس السابق هي "رد بالك على الدار" وهي كلمة لم أفهم قصدها".
مضيفا:" تم ايقافي يومها وما حصل بعد ذلك هو السعي إلى"شيطنة" صورتي ولكنني
قمت بواجبي تجاه الوطن قبل وبعد تاريخ 17 ديسمبر 2011 وكنت أجاهد
بإمكانياتي ضدّ الفساد حيث كنت أحذّر الوزراء دائما بأنّ تسونامي سيأتي
وأنّ البلاد سائرة نحو محرقة"، مشيرا إلى أن بن علي لم يفرّ و"أنا من اجبره
على مغادرة البلاد".
الدور التقني للسرياطي
السرياطي واصل الإدلاء بأقواله قائلا:"كنت أشارك في هذه اللجنة منذ كنت في
الجيش وأتذكّر سنة 1989 زمن وقوع الفيضانات عملت منسّقا عاما بالعوينة وذلك
في إطار لجنة الكوارث باعتباري كنت في الامن العسكري ومن بعده الوطني بحكم
خبرتي وأنّني الضابط الوحيد الذي لديه خبرات عسكرية وأمنية ودوري كان
تنسيقيا بين الجيش والأمن و"لوجيستيكيا" وانا من اقترحت مسألة جلب القنابل
المسيلة للدموع من ليبيا فحضوري في اجتماع اللجنة كان بصفتي خبيرا في
العسكريات والأمنيات ولا يوجد مسؤول واحد أفاد بأنّ علي السرياطي أعطى
أوامر لأي كان بإطلاق النار على أي شخص".
وتساءل السرياطي عمّا إذا كان اجتماع يوم 9 جانفي 2012 والنقاط الثلاث
المطروحة دليلا لخطّة تهدف لقتل المواطنين مضيفا أنّ "انتشار الجيش كان
لتهدئة الخواطر وأنا كنت حريصا على انتشار الجيش، كما كنت على اتصال مباشر
بالفريق الاول رشيد عمار في مسألة انتشار الجيش بحكم وطنيتي وانا أرى تونس
تحترق يوميا ولم أتحمّل رؤية بلادي في هذه الوضعية وتلك اللجنة المشتركة لم
تكن من مشمولاتها اعطاء تعليمات إلى الوحدات الامنية الميدانية لا التابعة
للجيش ولا التابعة للأمن ذلك أنّ الوحدات تخضع إلى وحداتها المباشرة لها".
الاتصال بالسلطات الليبية
وردّا على تساؤل النيابة العسكرية بخصوص اتصاله بالسلطات الليبية لجلب
قنابل غاز مسيلة للدموع، ردّ السرياطي بأنّ سعيه لجلب تلك الكمية كان في
إطار اللجنة المنعقدة التي هو عضو فيها في دور تنسيقي لوجستي، ورأى في جلب
الغاز المسيل للدموع تفاديا لسقوط الأرواح لأنه كانت هناك دفعة آتية من
البرازيل ولكن ذلك يتطلّب شهرا من الزمن وبأنه سعى إلى جلب كمية الغاز
المسيل للدموع في شكل إعارة من ليبيا تجنّبا لوقوع ضحايا في حال استعمال
الرصاص الحي وأنّ ذلك كان بإذن من رئيس الجمهورية السابق مبيّنا بأنّ تلك
الشحنة وصلت يوم 14 جانفي حوالي الساعة منتصف النهار ولم يقع تسليمها إلاّ
في الساعة 13و30دقيقة ظهرا.
أعيرة نارية.. وسرقة أسلحة
علي السرياطي أكّد بأنّ عديد الضحايا أثناء الثورة قتلوا بأعيرة تبيّن
أنّها غير تابعة لا للشرطة ولا للجيش إضافة إلى سرقة عديد الاسلحة من مراكز
الامن والحرس الوطنيين التي وقعت مهاجمتها من طرف أشخاص تولّوا سرقة هذه
الاسلحة مؤكّدا أنه هناك عديد الاسلحة التي تمّ ارجاعها واخرى لم يتم
ارجاعها إلى يومنا هذا بالإضافة إلى أنه وقع العثور على شهيد قتل بالقصرين
بعيار 10مم وهذا السلاح لا يوجد بحوزة الأمن والجيش إلى جانب التصرفات
التلقائية من قِبل بعض الاعوان وفق مزاج وتقدير الشخص للموقف الذي يوجد فيه
باستعمال السلاح كوسيلة شخصية انجرّ عنه بعض القتلى والجرحى رغم التعليمات
الصادرة بعدم استعمال الرصاص الحي وانّ عدد الشهداء والجرحى بعد 14 جانفي
أكثر بكثير من الذين ماتوا قبل ذلك التاريخ.
هذا المقال موجود في:
أهم الأحداث,
سياسة
29 يناير 2013
مدونة "الثورة نيوز": أفاد مدير الامن الرئاسي الأسبق علي السرياطي خلال
جلسة إستنطاق بخصوص قضية الشهيد عمر الحداد وجرحى قرقنة وصفاقس بأنّ الرئيس
السابق بن علي اتصل به يوم 9 جانفي 2011 طالبا منه أن يحضر في وزارة
الداخلية في إطار اللجنة المشتركة للمخاطر ومجابهة الكوارث وهي لجنة موجودة
منذ زمن بورقيبة وليست بخلية متابعة لأنّ "خلية المتابعة مهمتها متابعة
وحداتها ميدانيا وأنا لا املك وحدات على الميدان" على حد تصريحه وذلك لطرح
ثلاثة مواضيع.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وأضاف
السرياطي موضّحا بأنّ اللجنة التي حضرها قرابة 25 شخصا تواجد فيها أمين
عام التجمّع المنحل محمد الغرياني بهدف التعهّد بتأطير المظاهرات وإنشاء
لجان يقظة في لجان التنسيق ومقرات الشُعب لمنع التصادم بين المواطنين وقوات
الامن بالإضافة إلى درس مخطّط تأمين وانتشار الجيش والتنسيق بينهم مع
تحيين المعطيات الجديدة وإخراج وحدات التدخّل من تالة والقصرين بحكم أنّ
الرئيس السابق أرسل بعض المسؤولين في إطار التهدئة إلى هذه الجهات لأنّ عدد
أعوان وحدات التدخل كانوا 600 عون وجب وضع مكانهم 600 عون حرس لكن لم
يتوفّر منهم سوى 200 عون –حسب قوله-، مضيفا أنه"من هنا طُرحت مسألة تغيير
زي وحدات التدخّل وتركهم بإعطائهم زي الحرس وقد تم يوم 9 جانفي تكليف الحرس
لجلب عينة من اللباس".
بن علي ومغادرة البلاد
السرياطي تحدّث أيضا عن يوم 14 جانفي2011 عندما كان موجودا بالقاعدة
العسكرية الجوية بالعوينة وقال إنه اتصل برئيس أركان الطيران كي يسمح له
بالدخول إلى المطار أين توجد الطائرة الرئاسية دون أن يعلم أحدا بأنّ
الرئيس السابق بن علي كان موجودا معه وقد ترك الرئيس السابق نظارته على
مكتبه وكذلك حقيبة دوائه، وبسط السرياطي له طبيعة الوضع قائلا:"استحضرت
يومها سيناريو سنة 2009 تاريخ الإنتخابات الرئاسية وعدت بالذاكرة إلى ما
كان يردّده لي بن علي بخصوص أنه لا يفكّر إلاّ في عائلته قبل أن يفكّر في
تونس التي باتت في تلك الأيام تحترق، فقلت له بأنّ السلاح يُسرق ومنازل
الطرابلسية تتعرّض للحرق ولم يبق سوى القصر المستهدف فقمت بتخويف بن علي
ولا هدف لي وقتها سوى خروجه من البلاد لتهدئة الأوضاع وآخر كلمة قالها لي
الرئيس السابق هي "رد بالك على الدار" وهي كلمة لم أفهم قصدها".
مضيفا:" تم ايقافي يومها وما حصل بعد ذلك هو السعي إلى"شيطنة" صورتي ولكنني
قمت بواجبي تجاه الوطن قبل وبعد تاريخ 17 ديسمبر 2011 وكنت أجاهد
بإمكانياتي ضدّ الفساد حيث كنت أحذّر الوزراء دائما بأنّ تسونامي سيأتي
وأنّ البلاد سائرة نحو محرقة"، مشيرا إلى أن بن علي لم يفرّ و"أنا من اجبره
على مغادرة البلاد".
الدور التقني للسرياطي
السرياطي واصل الإدلاء بأقواله قائلا:"كنت أشارك في هذه اللجنة منذ كنت في
الجيش وأتذكّر سنة 1989 زمن وقوع الفيضانات عملت منسّقا عاما بالعوينة وذلك
في إطار لجنة الكوارث باعتباري كنت في الامن العسكري ومن بعده الوطني بحكم
خبرتي وأنّني الضابط الوحيد الذي لديه خبرات عسكرية وأمنية ودوري كان
تنسيقيا بين الجيش والأمن و"لوجيستيكيا" وانا من اقترحت مسألة جلب القنابل
المسيلة للدموع من ليبيا فحضوري في اجتماع اللجنة كان بصفتي خبيرا في
العسكريات والأمنيات ولا يوجد مسؤول واحد أفاد بأنّ علي السرياطي أعطى
أوامر لأي كان بإطلاق النار على أي شخص".
وتساءل السرياطي عمّا إذا كان اجتماع يوم 9 جانفي 2012 والنقاط الثلاث
المطروحة دليلا لخطّة تهدف لقتل المواطنين مضيفا أنّ "انتشار الجيش كان
لتهدئة الخواطر وأنا كنت حريصا على انتشار الجيش، كما كنت على اتصال مباشر
بالفريق الاول رشيد عمار في مسألة انتشار الجيش بحكم وطنيتي وانا أرى تونس
تحترق يوميا ولم أتحمّل رؤية بلادي في هذه الوضعية وتلك اللجنة المشتركة لم
تكن من مشمولاتها اعطاء تعليمات إلى الوحدات الامنية الميدانية لا التابعة
للجيش ولا التابعة للأمن ذلك أنّ الوحدات تخضع إلى وحداتها المباشرة لها".
الاتصال بالسلطات الليبية
وردّا على تساؤل النيابة العسكرية بخصوص اتصاله بالسلطات الليبية لجلب
قنابل غاز مسيلة للدموع، ردّ السرياطي بأنّ سعيه لجلب تلك الكمية كان في
إطار اللجنة المنعقدة التي هو عضو فيها في دور تنسيقي لوجستي، ورأى في جلب
الغاز المسيل للدموع تفاديا لسقوط الأرواح لأنه كانت هناك دفعة آتية من
البرازيل ولكن ذلك يتطلّب شهرا من الزمن وبأنه سعى إلى جلب كمية الغاز
المسيل للدموع في شكل إعارة من ليبيا تجنّبا لوقوع ضحايا في حال استعمال
الرصاص الحي وأنّ ذلك كان بإذن من رئيس الجمهورية السابق مبيّنا بأنّ تلك
الشحنة وصلت يوم 14 جانفي حوالي الساعة منتصف النهار ولم يقع تسليمها إلاّ
في الساعة 13و30دقيقة ظهرا.
أعيرة نارية.. وسرقة أسلحة
علي السرياطي أكّد بأنّ عديد الضحايا أثناء الثورة قتلوا بأعيرة تبيّن
أنّها غير تابعة لا للشرطة ولا للجيش إضافة إلى سرقة عديد الاسلحة من مراكز
الامن والحرس الوطنيين التي وقعت مهاجمتها من طرف أشخاص تولّوا سرقة هذه
الاسلحة مؤكّدا أنه هناك عديد الاسلحة التي تمّ ارجاعها واخرى لم يتم
ارجاعها إلى يومنا هذا بالإضافة إلى أنه وقع العثور على شهيد قتل بالقصرين
بعيار 10مم وهذا السلاح لا يوجد بحوزة الأمن والجيش إلى جانب التصرفات
التلقائية من قِبل بعض الاعوان وفق مزاج وتقدير الشخص للموقف الذي يوجد فيه
باستعمال السلاح كوسيلة شخصية انجرّ عنه بعض القتلى والجرحى رغم التعليمات
الصادرة بعدم استعمال الرصاص الحي وانّ عدد الشهداء والجرحى بعد 14 جانفي
أكثر بكثير من الذين ماتوا قبل ذلك التاريخ.
هذا المقال موجود في:
أهم الأحداث,
سياسة