الإعجاز القرآني في قوله تعالى (بلى قادرين على أن نسوي بنانه)

البصمــــــة


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

البصمة في القران

قال ابن منظور في لسان العرب:

البنان: أطراف الأصابع من اليدين والرجلين، البنانة: الإصبع كلها، وتقال للعقدة من الإصبع.

وجه الإعجاز:

بعد أن أنكر كفار قريش البعث يوم القيامة وأنه كيف لله أن يجمع عظام
الميت، رد عليهم رب العزة بأنه ليس قادر على جمع عظامه فقط بل حتى على خلق
وتسوية بنانه، هذا الجزء الدقيق الذي يعرّف عن صاحبه والذي يميز كل إنسان
عن الآخر مهما حصل له من الحوادث. وهذا ما دلت عليه الكشوف والتجارب
العلمية منذ أواخر القرن التاسع عشر ترى أليس هذا إعجازاً علمياً رائعاً،
تتجلى فيه قدرة الخالق سبحانه، القائل في كتابه:

{سَنُرِيهِمْ
آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ
أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
شَهِيدٌ} [فصلت: 53].

لقد أثارت الإشارة في الآيات الكريمة من
سورة القيامة انتباه المفسرين ودهشتهم حيث أقسم الله تعالى باليوم الآخر
وبالنفس الباقية على فطرتها التي تلوم صاحبها على كل معصية أو تقصير، لقد
أقسم الله تعالى بهما على شيء عظيم يعدّ الركن الثاني من أركان العقيدة
الإسلامية ألا وهو الإيمان ببعث الإنسان بعد موته وجمع عظامه استعداداً
للحساب والجزاء، ثم بعد أن أقسم الله تعالى على ذلك بين أن ذلك ليس
مستحيلاً عليه لأن من كان قادراً على تسوية بنان الإنسان هو قادر أيضاً على
جمع عظامه وإعادة الحياة إليها.

ولكن الشيء المستغرب لأول نظرة
تأمل في هذا القسم هو القدرة على تسوية البنان، والبنان جزء صغير من تكوين
الإنسان، لا يدل بالضرورة على القدرة على إحياء العظام وهي رميم، لأن
القدرة على خلق الجزء لا تستلزم بالضرورة القدرة على خلق الكل.


وبالرغم من محاولات المفسرين إلقاء الضوء على البنان وإبراز جوانب الحكمة
والإبداع في تكوين رؤوس الأصابع من عظام دقيقة تركيب الأظافر فيها ووجود
الأعصاب الحساسة وغير ذلك، إلا أن الإشارة الدقيقة لم تُدرك إلا في القرن
التاسع عشر الميلادي عند اكتشاف حقيقة اختلاف البصمة بين شخص و آخر .

البصمة و الحقائق العلمية :

في عام 1823 اكتشف عالم التشريح التشيكي "بركنجي" (Purkinje) حقيقة
البصمات ووجد أن الخطوط الدقيقة الموجودة في رؤوس الأصابع (البنان) تختلف
من شخص لآخر، ووجد أن هناك أنواع من هذه الخطوط: أقواس أو دوائر أو عقد أو
على شكل رابع يدعى المركبات، لتركيبها من أشكال متعددة.

وفي عام
1858 أي بعد 35 عاماً، أشار العالم الإنكليزي "وليم هرشل" (William
Herschel) إلى اختلاف البصمات باختلاف أصحابها، مما جعلها دليلاً مميزاً
لكل شخص.

وفي عام 1892 أثبت الدكتور "فرانسيس غالتون" (Francis
Galton) أن صورة البصمة لأي إصبع تعيش مع صاحبها طوال حياته فلا تتغير رغم
كل الطوارىء التي قد تصيبه، وقد وجد العلماء أن إحدى المومياء المصرية
المحنّطة احتفظت ببصماتها واضحة جلية.

وأثبت جالتون أنه لا يوجد
شخصان في العالم كله لهما نفس التعرجات الدقيقة وقد أكد أن هذه التعرّجات
تظهر على أصابع الجنين وهو في بطن أمه عندما يكون عمره بين 100 و 120
يوماً.

إن الإنسان كله بصمات، فبصماته توجد فى اليد والقدم
والشفتين والأذنين والدم واللعاب والشعر والعيون وغيرها ... لقد كانت
البصمة ولا تزال سراً من أسرار عظمة الله عز وجل فى خلقه ليثبت قوله.
(صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) (سورة النحل 88

بصمة الابهام

بصمة الإبهام هي خطوط بارزة في بشرة الجلد تجاورها منخفضات، وتعلو الخطوط
البارزة فتحات للمسام العرقية، تتمادى هذه الخطوط وتتلوى وتتفرع منها
تغصنات وفروع، لتأخذ في النهاية - وفي كل شخص – شكلاً مميزاً، وقد ثبت أنه
لا يمكن للبصمة أن تتطابق وتتماثل في شخصين في العالم حتى التوائم
المتماثلة التي أصلها في بويضة واحدة، وهذه الخطوط تترك أثرها على كل جسم
تلمسه وعلى الأسطح الملساء بشكل خاص.

وتتكون بصمة الإبهام لدى
الجنين في الأسبوع الثالث عشر (الشهر الرابع) وتبقى إلى أن يموت الإنسان،
وإذا حفظت الجثة بالتحنيط أو في الأماكن الثلجية تبقى البصمة كما هي آلاف
السنين دون تغيير في شكلها

البصمة لا تتغير

حقـــا لا نملك إلا أن نقول

لا اله الا الله