حافظ كسكاس
موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس
عذرا لطفي الزّار .. لم يجد الملأ وقتا ليحيوا أربعنيتك .. أعذر نسياننا و
تجاهلنا لرجل قدّم حياته دفاعا عنّا .. أنت قضيت نحبك بشرف و انت تدافع
بصدرك على المتضاهرين .. الحجر الذي كان سيصيب أحدهم أصابك في مقتل و ألحقك
بقائمة الشّهداء و لكن خطأك أيها المرحوم لطفي أنك كنت عون أمن شريف و
باسل و لم تفكّر بأنانيّة بل دفعت حياتك ثمنا لأحساسك بالمسؤوليّة و شعورك
بأنك تحمي الجمع قبل أن تحمي نفسك أما خطأك أو خطأنا بالأحرى أنك لم تكن
يساريا و لا يمينيا و لا وسطيّا ..
لم تكن سياسيا لتحضى بالإحترام و إحترام ما قمت به من عمل بطولي .. أنت
البطل و نحن الأنانيون بل نحن نكيل بمكيالين فالوجه السياسي الذي الذي قضيت
معه في نفس اليوم تجنّدت له نسمة و القناة الوطنيّة و خصّصوا له النقل
المباشر و البلاتوهات و التعظيم و التمجيد فحسبنا أنفسنا أمام أحد أباطرة
العصر … أما أنت يا لطفي .. بل ياسيدى لطفي فلفّك النسيان لأنه لا فائدة من
الإحتفال بأربعينيتك فماذا تعني لهم و أنت عون الأمن البسيط ؟ طبعا لا شيء
فلا وزن سياسي لك و دائما بالنسبة لهم .. أما بالنسبة لنا نحن البسطاء
فستبقى في قلوبنا لانك رمز العطاء بدون حسابات …لأنّك تونسي دفعت دمك فداء
للآخرين .. إنك في قلب كلّ تونسي حرّ لا يعترف بالكيل بمكيالين .. أنت
التّونسي البسيط البعيد عن الأضواء … أنت في قلب المؤسّسة الأمنيّة التي
تنتمي إليها و التي أضفت لها نجمة ساطعة وشّحت بها صدرها .. أنت من
سيتذكّرك الوطن و التاريخ رغم التعتيم الذي غمرك .. من كل قلب تونسي أبي
ستصلك رحمة و سيصلك الدّعاء فنم في قبرك رحمك الله و لا تفكّر في جحود بني
جلدتك فقد فطروا عليه .