حولت كغيري ممن اختار الحضور للعرس الكروي العربي و الإفريقي, باختصار لجل ما في الكلمات من معاني أردت أن أكون شاهدا على الملحمة التاريخية...
حملت راية الوطن الذي دفعني عشقه إلى التوجه إلى الملعب و مساندة من يسعون إلى تشريف الرياضة التونسية كما حملت القلم لتدوين ما رسخ في ذاكرتي من انطباعات جميلة حول النهائي كشاعر و مواطن وعنصر أمني,.
و بخصوص الظروف التي دارت في إطارها مباراة الثأر الكروي و الاندفاع الثوري,صحيح أن رهان اللقاء كان كبيرا و صحيح أن تعطش الترجيين لمعانقة الأميرة الإفريقية لا يوصف و صحيح كذلك أن العلاقة الجديدة بين رجل الأمن و المواطن التونسي لا تزال في طور نموها الأولي بعد مخاض عسير و متأخر استوجب انتفاضة شعب كامل و تضحية شباب يانع بأغلى الحقوق " الحياة" .
صحيح أيضا أن الحضور الأمني بالملعب كان مكثفا و التمركز على غاية من الحرفية و الحنكة و الجمهور الرياضي في قمة التعطش و التشجيع الهادئ إلا أن الأمور لم تخرج عن إطارها,فالحضور الأمني و التأهب لا يعني بالضرورة العنف و القوة الأمنية المرتقبة و التشجيع الجماهيري المتواصل لا يعني إلقاء المقذوفات أو النزول إلى الملعب لتعنيف الآخرين.
كنت أتابع كغيري من المشجعين إبداعات الجوهرة السوداء لفريق الترجي "أفول" و سرعان ما اترك لوحاته الفنية الإبداعية لأقيم الأجواء الاحتفالية,ابتهجت كثيرا عندما توجه وليد الهيشري لاعب الترجي إلى رجل الأمن و منحه وردة و تضاعفت بهجتي عندما قام رجل الأمن بدوره بإلقاء الوردة للجمهور ثم عاد للتمركز.
فقرأت رسالة ضمنية من خلال هذه الحركة التي أتاها "احترموني و احترموا القانون الذي أمثله أحترمكم " و كأن الجمهور فهم فحوى الرسالة فقابل الوردة الأمنية بموجة تصفيق عالية,الحركة بسيطة في ظاهرها لكنها معبرة في باطنها تعكس حسن النوايا المستقبلية فلا بد للاحترام المتبادل أن يكون سيد المواقف مهما عظم الرهان و اشتد التشويق و تضاعفت ضغوطات الزمن القاسي.
مع إطلاق الصافرة النهائية لحكم المباراة شاهدت كما شاهد الحضور على إثر ظفر الترجي بالكأس عناقا متبادلا بين الكثير من المواطنين المتيمين بعشق الأحمر و الأصفر و بعض رجال الأمن أحسست حينها برغبة جامحة في البكاء و لست أبالغ إن قلت أني سرعان ما بكيت فلطالما انتظرت انبعاث تعامل أخوي وودي بين الأمن و المواطن و خاصة في الملاعب. فتحية كبرى من شاعر المبنى البني إلى الجماهير الرياضية التي تنبذ العنف بشتى أشكاله.
بقلم رجل الأمن: الرسام و الشاعر عصام الدردوري
حملت راية الوطن الذي دفعني عشقه إلى التوجه إلى الملعب و مساندة من يسعون إلى تشريف الرياضة التونسية كما حملت القلم لتدوين ما رسخ في ذاكرتي من انطباعات جميلة حول النهائي كشاعر و مواطن وعنصر أمني,.
و بخصوص الظروف التي دارت في إطارها مباراة الثأر الكروي و الاندفاع الثوري,صحيح أن رهان اللقاء كان كبيرا و صحيح أن تعطش الترجيين لمعانقة الأميرة الإفريقية لا يوصف و صحيح كذلك أن العلاقة الجديدة بين رجل الأمن و المواطن التونسي لا تزال في طور نموها الأولي بعد مخاض عسير و متأخر استوجب انتفاضة شعب كامل و تضحية شباب يانع بأغلى الحقوق " الحياة" .
صحيح أيضا أن الحضور الأمني بالملعب كان مكثفا و التمركز على غاية من الحرفية و الحنكة و الجمهور الرياضي في قمة التعطش و التشجيع الهادئ إلا أن الأمور لم تخرج عن إطارها,فالحضور الأمني و التأهب لا يعني بالضرورة العنف و القوة الأمنية المرتقبة و التشجيع الجماهيري المتواصل لا يعني إلقاء المقذوفات أو النزول إلى الملعب لتعنيف الآخرين.
كنت أتابع كغيري من المشجعين إبداعات الجوهرة السوداء لفريق الترجي "أفول" و سرعان ما اترك لوحاته الفنية الإبداعية لأقيم الأجواء الاحتفالية,ابتهجت كثيرا عندما توجه وليد الهيشري لاعب الترجي إلى رجل الأمن و منحه وردة و تضاعفت بهجتي عندما قام رجل الأمن بدوره بإلقاء الوردة للجمهور ثم عاد للتمركز.
فقرأت رسالة ضمنية من خلال هذه الحركة التي أتاها "احترموني و احترموا القانون الذي أمثله أحترمكم " و كأن الجمهور فهم فحوى الرسالة فقابل الوردة الأمنية بموجة تصفيق عالية,الحركة بسيطة في ظاهرها لكنها معبرة في باطنها تعكس حسن النوايا المستقبلية فلا بد للاحترام المتبادل أن يكون سيد المواقف مهما عظم الرهان و اشتد التشويق و تضاعفت ضغوطات الزمن القاسي.
مع إطلاق الصافرة النهائية لحكم المباراة شاهدت كما شاهد الحضور على إثر ظفر الترجي بالكأس عناقا متبادلا بين الكثير من المواطنين المتيمين بعشق الأحمر و الأصفر و بعض رجال الأمن أحسست حينها برغبة جامحة في البكاء و لست أبالغ إن قلت أني سرعان ما بكيت فلطالما انتظرت انبعاث تعامل أخوي وودي بين الأمن و المواطن و خاصة في الملاعب. فتحية كبرى من شاعر المبنى البني إلى الجماهير الرياضية التي تنبذ العنف بشتى أشكاله.
بقلم رجل الأمن: الرسام و الشاعر عصام الدردوري