حسين العباسي" في عيد الشغل: "يجب الكشف عن اماكن الأسلحة والجماعات المتطرفة..و نعيش وضعا مُدَمِّرًا لقدرتنا الشرائية "




التونسية
نشر في التونسية يوم 01 - 05 - 2013



القى صباح اليوم "حسين العباسي" الامين العام للاتحاد العام التونسي
للشغل خطابا بمناسبة الاحتفال بعيد الشغل العالمي , ببطحاء "محمد علي"
بالعاصمة اين يقع مقر الاتحاد , امام حشود من العمال و منخرطي الاتحاد و
انصار الجبهة الشعبية الذين توافدوا على المقر في ساعات الصباح الاولى
لتسجيل حضورهم في هذه المناسبة .
و اكد العباسي خلال كلمته التي الهبت حناجر الحاضرين بالهتافات و الاهازيج انه للمرّة الثالثة من عمر الثورة , يحتفل الشغالون التونسيون،
أسوة بسائر عمّال العالم، باليوم العالمي للشغل.. وفاءا وتكريما لنضالات
وتضحيات عاملات وعمال شيكاغو في أمريكا، الذين استبسلوا حتّى الموت في
مقاومة جبروت قوى الاستغلال وغطرسة رأس المال المتغوّل حسب تعبيره , و وصف
العباسي بطحاء محمد علي بالساحة الرمز، مستغلا المناسبة للترحّم على أرواح
شهداء تونس من نقابيين ومن أبناء شعبنا على مر التاريخ .
ما ضاع حق وراءه طالب
و اوضح العباسي ان التاريخ اثبت ان ما ضاع حقّ وراءه طالب , قائلا :" نحن،
في البداية وفي النهاية، طلاّب حقّ.. الحقّ في العمل اللائق.. الحقّ في
التنمية.. الحقّ في المساواة.. والحقّ في الحرية.. والحقّ في الكرامة وفي
العدالة الاجتماعية..."
و كشف العباسي عن وجود مساع وصفها بالمحمومة
لإلغاء دور الاتحاد وارتهان قراره وارباك مبادراته، لكنه قلل من شانها و
اعتبر ان قيادة الاتحاد دعاة حقّ، وقوّة تعديل وتوازن داخل المجتمع , و
استطرد :" نحن دعاة حق كلّفنا ذلك ما كلّفنا.. لقد عاهدنا روّادنا أن نبقى
أوفياء للحرية.. أنصارا للديمقراطية وللحوار ولحق الاختلاف والتنوّع ,
عاهدناهم أن لا نركع للابتزاز.. أن لا نستسلم للعنف وللخوف.. أن لا نساوم
في استقلالية قرارنا وفي حقوق الشغالين... عاهدناهم على حبّ البلاد كما لا
يحبّ البلاد أحد ... عاهدناهم أن نحمي الضعيف وأن نقاوم المتسلّط والمستبدّ
وأن نبقى على الدوام مُؤْتَمَنِينَ على استحقاقات هذا الشعب، وعلى ذاكرته،
وعلى مكتسباته... وقدرنا أن نبقى أوفياء لِمَا تَعَهَّدْنَا به..."
العباسي يرد على منتقدي الإضرابات
و
دعا العباسي الحاضرين و منخرطي الاتحاد الى الافتخار بمنظمتهم التي حققت
عددا من المكاسب ب"الرغم من كلّ المحن التي تعرّض لها"،بَدْءًا بالمفاوضات
الاجتماعية التي أفضت إلى زيادات هامة في الأجور، و الغاء العمل بالمناولة،
، وصولا إلى العقد الاجتماعي المبرم مع الحكومة و اتحاد الاعراف قصد تأمين
العمل اللائق، وديمومة المؤسّسة... مشيرا الى المجهودات المبذولة من قبل
اتحاده من شأنها أن تساهم في تراجع نسبة التوتّر والاحتقان ويعيد الثقة
وينمي روح البذل والعطاء على حد قوله .
و في رده على الاطراف التي ارجعت
تدهور الوضع الاقتصادي الى الاضرابات المتبناة من قبل الاتحاد , قال
العباسي :" أما من يروّج بشأن مسؤولية الإضرابات في تردي الوضع الاقتصادي
والاجتماعي، وفي تراجع الاستثمار في بلادنا،إِنَّمَا هو إِدِّعَاءٌ ..."
معتبرا ان الهدف من ذلك هو تمرير مخطّطاتٍ استغلالية الغاية منها،
الالْتِفَافُ على مطلب دسترة الحقّ النقابي، والحقّ في الإضراب،وَهْوَ مَا
يَعْنِي إلغاء حقّ الدفاع عن المصالح المشروعة للشغالين , حسب العباسي .
نعيش حالة من العصيان
و
اشار العباسي الى ان تحقّق من انجازات ومكاسب لا ينبغي أن يحجب العديد من
الجوانب السلبية التي طالب بالتصدي لها ومقاومتها باعتبارها تتعارض مع
أهداف العقد الاجتماعي وَتَضْرِبُ في الصميم مصداقية المفاوضة الجماعية ,
مضيفا ان تونس
تعيش حالة من العصيانِ في مجالِ العلاقاتِ الشُغْلِيَّةِ من خلال الامتناع
عن تطبيق الاتفاقيات القطاعية , منتقدا ما اسماه الانتدابات والتعيينات
المشبوهة صلب الإدارة والمؤسّسات العمومية دون اعتبار عنصر الكفاءة
والحرفية والأهليّة , معتبرا ذلك تمردا على القانون واجب التصدي له
ومقاومته , قائلا :" لن نَتَرَدَّدَ في استعمال حقّ الإضراب للردّ على مثل
هذه التجاوزات لأنها تستهدف استحقاقات الشغالين المشروعة، وَتُكَرِّسُ
التمييز و اللاّمساواة في الفرص..."
العنف المنظّم والتستّر على جرائم
و
اوضح الامين العام للاتحاد ان بلادنا تعيش وَضْعًا مُدَمِّرًا للقدرة
الشرائية أفقد الزيادات في الاجور مفعولها نتيجة احكام من وصفها بعصابات
التهريب قبضتها على مسالك التوزيع جعلتها تتحكّم في الأسعار بحسب مشيئتها ,
مضيفا ان تفشي مظاهر العنف المنظّم والتستّر على , ما اعتبره , جرائم
برابطات حماية الثورة، الذي طال مركزية الاتحاد ومقرّاته في الجهات، وأودى
بحياة "لطفي نقّض" و "شكري بلعيد" جعلت المجتمع مسكون بهاجس الاستسلام
للخوف .
كما تحث العباسي عن الانتشار غير المسبوق والخطير للأسلحة بكلّ
أنواعها، وعن تحوّل "البلاد إلى سوق للمخدرات ولتجار الموت ، الذين يغرّرون
بفلذات أكبادنا للزجّ بهم في معارك لا علاقة لهم بها" مؤكدا ان شعبنا في
حاجة إلى رسائل طمانة وتُنَمِّي لديه قيمة العمل، وَتُحْيِي لديه الرغبة في
رفع التحديات و تشجّع على جلب الاستثمار الأجنبي وتزيل مخاوف رجال الأعمال
التونسيين المتردّدين .
الكشف عن مخابئ الأسلحة وعن الأفراد والجماعات المسؤولة عن جلبها إلى بلادنا
و
طالب العباسي خلال خطابه بضرورة التصدي لظاهرة العنف والتعجيل في حلّ
رابطات حماية الثورة وتتبّع ومقاضاة كلّ من ثبت تورطه في الاعتداءات على
مقرات الاتحاد العام التونسي
للشغل وعلى المعالم الأثرية والفنية وعلى التجمعات السياسية والمدنية ,
كما ناد بالكشف عن قتلة بالعيد والأطراف المورطة في التخطيط والتمويل
والتنفيذ، من أجل مقاضاتهم على جريمتهم , مقترحا تحييد دور العبادة
والإدارة العمومية والمؤسّسات التربوية والنأي بها عن التوظيف الحزبي
والتجاذب السياسي , مضيفا :" يجب الكشف عن مخابئ الأسلحة وعن الأفراد
والجماعات المسؤولة عن جلبها إلى بلادنا وتشديد المراقبة على حدودنا..."
و
على المستوى السياسي راى العباسي انه من الضروري التعجيل بتنظيم الجولة
الثانية من مبادرة الاتحاد المتعلقة بالدعوة إلى مؤتمر وطني للحوار يجمع
كلّ الفرقاء السياسيين دون استثناء أو إقصاء، ومختلف مكونات المجتمع
المدني، للتوافق حول خارطة طريق تضبط بدقّة آليات وآجال المرحلة الانتقالية
المقبلة.