»تخمينات» الراجحي... هل تحققت؟




<p>

تم مؤخرا بعد البت في قضايا الطعون المقدمة الى المحكمة الإدارية الإعلان الرسمي والنهائي عن نتائج انتخابات التأسيسي التي تمت يوم 23 أكتوبر الماضي والتي فازت فيها حركة النهضة بأغلبية المقاعد، ولو عدنا بالذاكرة قليلا الى الوراء وتحديدا للتصريح الساخن لوزير الداخلية السابق فرحات الراجحي لأحد المواقع الالكترونية والذي أثار ضجة ليجزم بعدها الراجحي بالقول أن كل ما صرح به كان مجرد تخمينات ويتبادر إلى الذهن هل تحققت تخمينات الراجحي حول «النهضة» والمخطط.

أهم ماجاء في تصريحات الراجحي هوأن الجنرال رشيد عمار سيقود انقلابا عسكريا في صورة فوزحركة النهضة في انتخابات المجلس التأسيسي مؤكدا بالدليل القاطع -حسب قوله- أن خطوة تكليف هذا الأخيربرئاسة أركان جيش البر والبحر والجو كانت استعدادا لهذا الانقلاب وهو السبب الذي دفعه للتحول الى الجزائر للتحضيرلهذه العملية، وقد فازت حركة النهضة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي لتكذب بالتالي كل توقعات و»تخمينات» الراجحي.

هذا وأشارالراجحي في تصريحه الى أن الدولة قد حددت مسبقا نسبة المقاعد التي ستحصل عليها حركة النهضة في انتخابات المجلس التأسيسي وأنها لن تتجاوز 30 بالمائة في حين تجاوزت النسبة المسجلة 40 بالمائة، كما صرح الراجحي أيضا أنه كانت هناك تحالفات للعديد من الأحزاب الصغرى والتي ستعمل جاهدة لإسقاط حركة النهضة فيما كذبت كل هذه التوقعات بفوزعريض للحركة.

كما رأى الراجحي أن لتونس علاقاتها الخارجية التي وجب المحافظة عليها وأساسا علاقتها مع الدول الأوروبية وبالأساس أمريكا عندما قال:» إن سياستنا ومستقبلنا السياسي مرتبط بتوجهات أمريكية وبالتالي فالسياسة التونسية مجبرة على أن تبقى متلائمة مع السياسة الخارجية الأمريكية بما أنها هي التي تسيّرالعالم وما حضور بعض الشخصيات الأمريكية على غراروزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الى تونس الا للتنسيق لمستقبلنا السياسي».

كما أوضح أن أمريكا لن تقبل بأن تفوزحركة النهضة في الانتخابات والتي خالفت تلك التوقعات بدليل أنها غيّرت سياستها لتقبل بالأمرالواقع وبإرادة الشعب التونسي وقامت بالتزكية.

في نفس الإطار صرّح الراجحي أن مغادرة الرئيس المخلوع للبلاد يوم 14 جانفي كان بمخطط أمريكي بما أنه عميل للموساد وليست الثورة التي أجبرته على الرحيل ومما يؤكد عدم صحة هذه التصريحات هو أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قام بتوبيخ جهازالمخابرات الأمريكي لأنه لم يطلعه على ما كان يحدث في بلادنا ذلك أن الثورة التونسية كانت سريعة واستباقية وأدهشت العالم.

كل ذلك يعني أن «التخمينات» -حسب قول الراجحي- مجرد أوهام بما أن العديد منها لم يتجسّد على أرض الواقع الأمر الذي يطرح سؤالا جوهريا : هل أن تلك التصريحات ساهمت وكانت السبب الرئيسي وراء تغييرالخارطة السياسية للبلاد؟ هذا ما ستكشفه الفترة المقبلة.

سعيدة الميساوي