[right]الأمن التونسي... استعداد دائم للبذل والعطاء من أجل تونس

إنّ أوّل تداعيات ثورة 14 جانفي 2011 بدأت في الحقيقة تستشف بوادر حملات منسقة تستهدف جهاز الأمن. أوّلها ما ورد على لسان وزير الداخلية المؤقت السابق فرحات الراجحي من تصريحات بالتهجّم على جهاز الأمن لتحقيق أهداف سياسية خاصة به من خلال التهجّم والتشهير بقوات الأمن الداخلي كالقول بأن «الخبز اليومي للأمن هي الرشوة»... أو نسبه أشياء مشينة إليها والمسّ من كرامة رجال الأمن ويعتبر هذا المنطق خطيرا جدّا على هيبة الدولة الداخلية.
سؤال يتبادر الى الذهن، هل راجع السيد فرحات الراجحي نفسه عندما تحدث عن العصر البائد. أول فئة من المجتمع التونسي تم اضطهادها في العصر البائد هي قوات الامن الداخلي لأن عون الأمن كان يعمل خارج الشرعية الانسانية والمتمثلة أساسا في حماية أمن الرئيس المخلوع ساعات طويلة على أرصفة كامل الطريق المؤدية من الحمامات الى تونس العاصمة عند مروره وعند تنقلاته الى بعض قصوره خارج أوقات العمل لكن كل هذا لم يمنع وجود موقف أمني موحد من خدمة الشعب ليلا نهارا.
هل راجع السيد فرحات الراجحي الذي تهجّم على رجال الامن تاريخه الحافل في الوكالة العامة لدى محكمة الاستئناف بنابل الى الوكالة العامة لدى محكمة الاستئناف ببنزرت وما يوجد من إخلال آل بن علي وأصهاره بالحمامات خاصة ومصالحهم بميناء بنزرت. إنّ منصب وكيل عام لدى القضاء في أماكن حساسة ليس بالسهل في ذلك العهد فهو منصب سياسي أكثر منه قضائي.
إنّ الاعتداءات المتكررة على الجهاز الامني ومقراته دون أن تعطى تعليمات لفتح بحث مدقق لأمر غريب.
كلّ هذا، الغاية منه استقطاب الرأي العام والظهور بمظهر المخلص للشعب التونسي على حساب تخريب الوزارة والتشهير بالأمن.
غريبة أيضا تصريحات السيد توفيق بودربالة رئيس لجنة تقصي الحقائق لجريدة «الصريح» الذي وجّه اتهامات خطيرة للأمن بتاريخ 13 أفريل 2011 وكأنه عميد قضاة التحقيق.
هل هناك تنسيق بين كل الاطراف المهاجمة والمتآمرة على الأمن بالجمهورية التونسية؟
هل راهنوا على تقاعس من الأمن بحيث تعم الفوضى مثلما جاء في تعليق صدر بجريدة «حقائق» يوم 2011/04/15 ردّا على الحركة الاحتجاجية السلمية التي قرر أعوان الأمن القيام بها للتذكير بحقهم كمواطنين تونسيين في العدل والانصاف؟
ألا يعدّ هذا ترهيبا للمواطنين نظرا لأن الشعب سيخاف من كثرة الإجرام وسيولّد ذعرا فالمواطن يتصوّر أن غياب الأمن وشتى التعاليق ستولد عنفا وقتلا وترويعا وسرقة ونهبا؟
نحن كرجال أمن نقول لشعبنا الأبي نحن متطوعون للعمل ليلا ونهارا وكما قال ابن الرومي بلادي وإن جارت عليّ عزيزة... وقومي وإن ضنّوا عليّ كرام.
نقول : إطمئن يا شعبنا أنت في رعاية الله ورعايتنا إن شاء الله.
نحن خلقنا للأمن متعوّدون على الوقوف المطوّل بالطريق العام لمدة 24 ساعة، لم نركن الى الراحة أبدا حتى أن هناك الكثيرين ممن أصابهم مرض النخاع الشوكي من الوقوف المطوّل وهناك من أصيب بمرض الغدة (Thyroide) من كثرة العمل بالليل ولكن لا يهم ذلك، خادم القوم سيدهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
إنّنا نعبّر عن موقف أمني موحّد إننا في خدمة الشعب دون سواه كلفنا ذلك ما كلفنا.
إننا نجدّد لأبناء شعبنا تمسكنا بالتعامل مع القضاء على أن يكون مستقلا وإننا لمن أنصار استقلاليته حتى تكون تونس بأمن وأمان.
ونطمئن شعبنا بأننا سوف لن نترك أية ثغرة أمنية لاستغلالها من طرف المتآمرين على هذا الشعب وأمنه.