آفاق مشجعة لاستثمارات نمساوية و سلوفينية ونمساوية في الجهات الداخلية
تسعى بلادنا خلال هذه الفترة الانتقالية إلى البحث عن سبل للنهوض ببلادنا وباقتصادها وتحقيق التنمية بكامل جهات البلاد دون استثناء وفتح...
آفاق الاستثمار الهام والمدروس ومن هذا المنطلق كان لجريدة الخبير لقاء خاص مع السيدين منير بالزرقة باعتباره مستثمرا تونسيا والسيد كلوس يورغون فون لتروف رئيس الغرفة التجارية النمساوية ومدير عام مؤسسة "بيوديازال تكنولوجي " وهما كذلك ممثلان لجماعة من المؤسسات الاقتصادية التي تنوي الاستثمار في تونس باعتبار أنها مختصة في قطاعات واعدة وحديثة مثل قطاعات الرسكلة والطاقة البديلة إضافة إلى القطاعات البيئيّة والصناعّية والفلاحّية في العديد من الجهات الداخلية وخاصة جهة قفصة.
أهم المشاريع التي سترى النور قريبا
باستفسارنا عن أبرز المشاريع المزمع انجازها أجابنا السيد منير بالزرقة بأن أولى المشاريع سيكون بولاية قفصة وهي مشاريع ذات أهمية كبرى حيث أنها تتوجه بالأساس إلى رسكلة النفايات وخاصة ما يتعلق منها بنفايات الفسفاط إضافة إلى إعادة استعمال العجلات المستعملة ومن جانب آخر سننجز مشروعا يهتم بصناعة العطورات وزراعة الورود والفراولة وسنهتم كذلك في مرحلة لاحقة بقطاع الغيار والطّاقة الكهربائية ومن هنا تبرز أهمية المناطق الصحراوية وخاصة منها القريبة من المطارات.
ضرورة ترسيخ ثقافة الطاقة البديلة
ومن جهة أخرى أشار السيد منير بالزرقة إلى أن سنة 2011 كانت مليئة بالنشاط فهي بالنسبة له سنة الإتصالات والمفاوضات خاصة في ما يتعلق بشركة فسفاط قفصة فهي الشريك الأهم ودعا بالمناسبة إلى ضرورة ترسيخ ثقافة الطاقة البديلة من أجل تحقيق التقدم وتطوير مجالات العمل وأشار كذلك إلى ان المستثمرين النمساويين والإسبانيين والسلوفاكيين قد قاموا بالعديد من الزيارات الميدانية قصد التعرف عن قرب على المناطق والأماكن التي ستنجز بها المشاريع بالإضافة إلى اللقاء الذي جمع كلاّ من وزير الصناعة والتجارة السيد محمد أمين الشخارمع ممثلي هذه المؤسسات بحضور سفير النمسة باعتبارها شريكا فاعلا في تطوير الاستثمار إلى جانب حضور عدد من مديري البنوك وكذلك بعض مديري شركات التأمين ومديري الوكالات مثل وكالة النهوض بالاستثمارات الصناعية.
دور الجمعيات التنموية في تعزيز الشراكة مع المؤسسات الأجنبية
كما اشار السيد منير بالزّرقة إلى أهمية الدور الموكل إلى الجمعيات في المناطق المنجمية وخاصة منها التنموية بجهة قفصة والتي تساهم في تعزيز الشراكة لتذليل الصعوبات المحتملة على النطاق المحلي كما افاد السيد ان التواصل مع هذه الجمعيات و قد ذلل أمام المستثمرين العديد من الصعاب باعتبار أن العمل بين الطرفين كان متناغما ومتجانسا كما هو الشأن بالنّسبة لشركة فسفاط قفصة مؤكدا أن عمليات الإنشاء تسيير على أحسن وجه.
120مليون يورو كلفة المشاريع و10.000 ألاف موطن شغل للعاطلين عن العمل
و قدر السيد منيربالزرقة كلفة المشاريع التي سيتم انجازها بالجهات الداخلية بـ 120 مليون يورو ما سيسمح بفتح المجال لتوفير 10 ألاف موطن شغل إضافة إلى ما ستوفره هذه المشاريع من مواطن شغل وهي في طور الإنجاز و أضاف السيد "كلوس يورغون فون لاتروف" بأنّهم كمستمرين سيسعون إلى الالتزام بضمان السّير العادي للمشاريع بالتنسيق طبعا مع وزارة الصناعة والتجارة وشركة فسفاط قفصة ويأمل بأن يكون الانطلاق الفعلي لهذه المشاريع بعد شهر أو شهرين على أقصى تقدير كما أن هناك مشاريع أخرى سيتم احداثها في جهات أخرى مثل القيروان وقابس وصفاقس و سيدي بوزيد إلا أن الانطلاقة ستكون من جهة قفصة.
كلفة المشروع الواحد ستناهز 20 مليون يورو
بيّن السيد كلوس يورغون أنّ كلفة المشروع الواحد تناهز 20 مليون يورو أما الطاقة التشغيلية التي سيوفرها كل مشروع يناهز الآلف موطن شغل و أكد ضرورة ظروف العمل العادية فيما يخص المشاريع التي تتعلق بتجميع النفايات وإعادة فرزها ثم رسكلتها إذ أن هذه المشاريع بالإضافة إلى مشروع غرس الورود كلها مشاريع مدروسة تتطلب جلب آليات متخصصة وحديثة ستسهم بشكل كبير في تحريك عجلة الاقتصاد والتقليص من نسب البطالة.
سبل تسويق المنتجات
في هذا المجال قال السيد "كلوس يورغون" أنّه من الضروري إقامة المشاريع في أماكن تتوفر على بنية تحتية ملائمة وطرقات سريعة ولكن الأهم من ذلك توفير المواني والمطارات لتسهيل عملية التصدير وإنجاز العمل في أحسن الظروف خاصة مشروع زرع الورود الذي سنستغني فيه عن التربة ونستبدلها بالماء فقط لإنتاج هذا النوع من النباتات ومن المهم في هذه المرحلة أن تتوفر الطائرات والسفن لتتم عملية تصدير مثل هذه المنتوجات وبيعها في أحسن الظروف.
تونس والقرب الجغرافي من أوروبا
وعن سبب اهتمامه بتونس وانجاز مثل هذه المشاريع على أراضيها قال السيد كلوس إلى أن تونس هي الأقرب من السوق الأوروبية مما يسهل عملية التعاون والتصدير ، كاشفا بالمناسبة أن له تجربة في السوق التونسية حيث كان قد اقام مشروعا بقصر السعيد منذ ثلاثين سنة و اختص في التغليف لكنه تعرض لجملة من الصعوبات التي أثرت سلبا في مشروعه والمتمثل في تأخير عملية الشحن والتصدير كما أشار إلى ان شركات النقل في تونس ينقصها التكوين في مجال التصدير كالسرعة واحترام الآجال .
ومن جهة أخرى ركز على ضرورة استقرار الوضع في تونس معولا على الحكومة الجديدة في تحقيق ذلك خاصة وأن عدم الاستقرار في الفترات السابقة كان السّبب الوحيد في تعطيل انجاز المشاريع التي كان من المقرر إحداثها منذ سنة 2010 ، وأمام قيام الثورة التي كانت لها انعكاسات إيجابية على الساحة التونسية يأمل السيد كلوس يورغون أن تكون هذه التحولات عنصرا من عناصر النهوض بالاستثمارات والمشاريع معبرا عن تفاؤله بمستقبل أفضل لتونس ولاستثمارها .
نسرين خميسي